واشنطن ـــ محمد سعيدطهران ـــ محمد شمص
يبدو أن شبح العراق سيعود ليخيم مجدداً على انتخابات الرئاسة الأميركية، بل إنه يهدد بإعادة خلط الأوراق فيها. فقد تحدّثت تقارير صادرة من واشنطن ومعلومات استقتها «الأخبار» من طهران عن احتمال حصول مفاجأتين غير سارّتين للمرشّح الجمهوري جون ماكاين، المتخبّط أصلاً في حملته الانتخابيّة، سيعبَّر عنهما في المسرح العراقي.
ففيما جدّد قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال دايفيد بيترايوس، تحذيره من أنّ «المكتسبات الأمنية في العراق لا تزال هشّة ومعرّضة للتراجع»، حذّر محلّلون في الاستخبارات الأميركية من تفجّر موجة جديدة من العنف، قد تقضي على هذه المكاسب الأمنية والسياسية.
خلاصة أكّد مسؤولون أميركيون أنّ تقويم الاستخبارات القومي الجديد سيتضمّنها، بعدما أوشكت الأجهزة الاستخبارية الأميركية الـ16 على إنجازه، وتخشى حملة ماكاين من نشره قبل تاريخ الرابع من تشرين الثاني المقبل.
وينبع مصدر خشية الجمهوريين أساساً من حقيقة أنّ ماكاين يبني خطّته العراقيّة، إذا انتُخب رئيساً، على قاعدة أنّ «إعلان النصر» نتيجة نجاح «خطّة الإغراق» بات قريباً، وبالتالي فإنّ بقاء عشرات الآلاف من جنوده في المستنقع العراقي لن يدوم طويلاً. في المقابل، لن يتضرّر منافسه باراك أوباما من خلاصة التقرير، بما أنّ مشروعه العراقي يقوم على ضرورة الانسحاب من هذا الميدان في غضون 16 شهراً، للاستفادة من الجنود في أفغانستان، واستبدال الوجود العسكري المقاتل في بلاد الرافدين بممارسة ضغوطات سياسية على حكّام بغداد لإجبارهم على الشروع في مصالحة وطنيّة تضمن استقرار هذا البلد.
بالتزامن مع هذا التطوّر، أوحت مصادر إيرانيّة مطّلعة، لـ«الأخبار»، أنّ مفاجأة «غير سارّة» ستخرج إلى العلن قريباً في العراق، أبطالها سيكونون قوى عراقيّة، من شأنها القضاء على الاتفاقيّة الأميركية ــــ العراقيّة المنوي توقيعها قريباً قبل أن تولد حتّى. (ص 29).
وكان بارزاً إصرار أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، على إبقاء الكلمة الفصل في موضوع الاتفاقيّة بقرار المرجعيّة الدينية، وذلك خلال استقباله رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، الذي بدا أنه فشل في تغيير موقف طهران الرافض لفكرة الاتفاقيّة.
وكشفت المصادر الإيرانيّة عن أنّ طهران مطمئنّة إلى أنّ المعارضة الحقيقية في وجه الاتفاقية «لم تبدأ بعد»، متوقّعة قيام تحرّك سياسي وشعبي وإعلامي واسع النطاق قريباً، يشمل العراق كله، وقد يمتدّ إلى دول الجوار.
ومن الأمور التي تعوّل عليها طهران في هذا المجال، بحسب المصادر نفسها، هو تأكّدها من أنّ التيار الصدري لن يقف مكتوف الأيدي في حال تسارع المفاوضات الأميركية ــــ العراقية، على أن يكون ذلك «في الزمان والمكان المناسبين».
ويظهر كذلك أنّ طهران مرتاحة لمواقف «المجلس الأعلى الإسلامي» وحزب «الدعوة الإسلامية» اللذين باتا «أقل حماسة» إزاء الاتفاقيّة، على أنّ «يبقى الرهان على مفاجأة يُتوقَّع أن يعبّر عنها السيد علي السيستاني بموقف يفرغ الاتفاقية من مضمونها».