بغداد ــ الأخبارلا تزال السياسة الأميركيّة إزاء إيران، تشهد سلوكين متناقضين؛ فمن جهة، تلويح بالقوّة العسكريّة، آخر مظاهرها خطّة لبناء مطار عسكري هائل في مدينة حلبجة العراقية الكرديّة المتداخلة مع الأراضي الإيرانيّة، ومن ناحية أخرى، انفتاح دبلوماسي غير مسبوق على الجمهورية الإسلاميّة، وصل إلى ذروته مع الكشف عن قرار إرسال نائب وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز إلى سويسرا للقاء المفاوض النووي الإيراني سعيد جليلي.
وكشفت أبرز الصحف في كردستان العراق، «آسو»، عن أنّ الولايات المتحدة بصدد إنشاء مطار عسكري قرب الأراضي الإيرانية، وأنها طلبت تخصيص 37 مليوناً و500 ألف متر مربع من الأراضي في مدينة حلبجة المتاخمة للحدود، لإنشاء ذلك المطار.
ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية حلبجة، خضر كريم، تأكيده المعلومة، الاّ أنه «لا يملك المعلومات المفصلة عن هذا الموضوع». وقال كريم إنّ «قراراً قد صدر ببناء مطار دولي في مدينة حلبجة، والبلدية أفرزت مساحة كبيرة تقدر بـ1500 دونم لهذا الغرض، وقدمت الخرائط الضرورية إلى رئاسة حكومة إقليم كردستان لإصدار قرار تخصيصها للمطار». وعن التكهنات التي دارت حول تحويل مسار هذا المطار إلى مطار عسكري أميركي، أجاب كريم: «نعم سمعنا أنباءً عن تخصيص هذا المطار للأميركيّين، ولكن ليست لدي تفاصيل عن هذا الموضوع». وأشار إلى أن جميع المالكين لتلك الأراضي سيعوضون وفق القانون.
ولفت أحد مالكي الأراضي التي ستُخصَّص لبناء المطار إلى أنّ أشخاصاً «جاؤوا لمعاينة تلك الأراضي، ومنذ الوهلة الأولى فهمنا أن الهدف هو بناء قاعدة ومطار عسكريين».
وكانت معلومات قد انتشرت في مدينة حلبجة عن نيّة لإنشاء مطار مدني في المنطقة، إلّا أنّ السكان لا يجدون ما يستدعي إنشاء مطار مدني بهذه السعة، في تلك المنطقة الجبلية الوعرة، ذات الكثافة السكانية المنخفضة جداً.
وفي خطوة غير مسبوقة، كشف مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية عن أنّ الرئيس جورج بوش أعطى موافقته لإرسال بيرنز للمشاركة في محادثات في سويسرا عن برنامج إيران النووي. وأوضح أنّ بيرنز، الذي سيكون «مستمعاً» ليس «مفاوضاً»، سيشارك في لقاء يجمع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ومندوبين من ألمانيا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، إلى جليلي.
وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّ قرار الجلوس على الطاولة مع إيران «سيمثّل الاتصال الدبلوماسي الأميركي الأرفع مستوى بإيران منذ الثورة الإسلامية» في عام 1979 ويتعارض مع تعهد إدارة جورج بوش بعدم التفاوض مع طهران إلّا إذا أوقفت برنامج تخصيب اليورانيوم.
وفي سياق الأجواء المتأرجحة بين التفاؤل والحذر، أشار سولانا إلى أنّه يأمل الحصول على ردّ إيجابي من جليلي على عرض الحوافز، من دون أن يكون قادراً على «ضمان النجاح».