لم تدم الأجواء الإيجابية التي أعقبت اللقاء الأميركي ــــ الإيراني السبت الماضي، طويلاً، بعدما بدأت واشنطن بالترويج لرفض طهران عرض الحوافز، مرفقة ذلك بتهديدات أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، قبل جمعها حلفاءها العرب للتشاور في أبو ظبي.في هذا الوقت، بدا أن سوريا باشرت ترجمة تقاربها الأخير مع فرنسا، والاستفادة من فك العزلة الدولية عنها، بغض النظر عن تطورات الملف الإيراني. زيارة نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، عبد الله الدردري، إلى باريس أمس، كانت مؤشّراً مفصلياً إلى المرحلة الجديدة في العلاقات السورية ــــ الفرنسية خاصة، والعلاقة السوريّة ــــ الأوروبيّة عامة، ولا سيما أن الدردري ناقش، إضافة إلى اتفاقات التعاون التجارية والخدماتية، إتمام اتفاق الشراكة مع أوروبا.
زيارة الدردري تأتي تتويحاً للانفتاح الذي كرسته القمّة السوريّة ــــ الفرنسيّة في 12 تموز الجاري، التي هدف من خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى «إبعاد سوريا عن إيران» عبر طلبه وساطة الرئيس السوري بشار الأسد في ملف الأزمة النووية التي لا تكاد تخرج من تعقيد حتى تدخل في آخر. وتوقعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، أمس، أن ترفض إيران عرض التعاون الدولي الذي قدمته إليها القوى الكبرى في مقابل تجميد نشاطاتها في مجال تخصيب اليورانيوم. وقالت إن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا، ترى «أن على إيران تعليق تخصيب اليورانيوم». وأضافت «قدمنا مجموعة من الإجراءات عبارة عن حوافز سخية جداً يبدو أنهم سيفوتونها».
وتابعت المتحدثة الأميركية أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس «متفقة مع الأعضاء الآخرين على إعطاء إيران أسبوعين إضافيين، ولكن بعد ذلك اعتقد أنه سيكون على إيران أن تتوقع عقوبات إضافية».
مهلة الأسبوعين تحدثت عنها رايس أمس، قبل وصولها إلى أبو ظبي. وقالت للصحافيين الذين رافقوها في الطائرة «إذا لم يتوافر جواب جدّي خلال أسبوعين، سيكون لدينا دائماً إمكان سلوك طريق نيويورك»، في إشارة إلى مجلس الأمن الدولي. وهددت بتدابير «عقابية لاحقة»، لكنها أضافت أن «المسار الدبلوماسي يكتسب حيوية جديدة الآن». والتقت وزيرة الخارجية الأميركية، مساء أمس، في أبو ظبي، ممثلين عن تسع دول عربية من حلفاء واشنطن، هم دول الخليج الست، إضافة إلى مصر والأردن والعراق. وفيما كان متوقعاً أن يكون اللقاء على مستوى وزراء الخارجية، تغيّب معظم وزراء خارجية دول الخليج، ما عدا الدولة المضيفة، وحل مكانهم ممثّلون على مستوى أدنى، فيما حضر وزراء خارجية مصر أحمد أبو الغيط والأردن صلاح الدين البشير والعراق هوشيار زيباري.
وكانت رايس قد أعلنت للصحافيين المرافقين لها أن المحادثات ستتطرق إلى عملية السلام في الشرق الأوسط ولبنان وسوريا والعراق وأفغانستان. وقالت «إنه لقاء لطالما عقدنا مثله مع مجلس التعاون الخليجي، وعندما تتحرك الأمور بسرعة، من المهم التحادث في شأنها».
(أ ب، أ ف ب، وام)