دمشق، واشنطن ــ الأخباريبدو أن توجهات فك العزلة السوريّة تخطّت الحدود الأوروبية وبدأت تطرق الأبواب الأميركيّة. فبعد الإعلان عن زيارة الوفد الأكاديمي السوري إلى واشنطن، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الوفد طلب رسميّاً لقاء مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش، الذي لم يحدّد موعداً بعد للاجتماع به.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، غزنزالو غاليغوس، أكد أول من أمس أن ولش سيلتقي الوفد السوري إذا طلب الوفد ذلك. وقال «تعوّدنا أن نستقبل زواراً مماثلين، وديفيد ولش مستعد للقائهما». لكنه شدد على أن هذا الاجتماع لن يمثّل محادثات رسمية، لأن المسؤولَين السوريَين يزوران الولايات المتحدة «بصفة شخصية».
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن ولش سيوضح في هذه المحادثات أن «سياساتنا ومواقفنا وأملنا أن يخرج كل المشاركين في الاجتماع بفهم واضح لمغزى سياسات الولايات المتحدة».
والوفد السوري، الموجود في واشنطن، هو مجموعة من الخبراء والباحثين المستقلين، ويقوم بزيارة تلبية لدعوة من مؤسسة «البحث عن أرضية مشتركة» الأميركية بالتعاون مع «مجموعة إدارة الأزمات الدولية»، في متابعة لحوار بدأ في دمشق في تشرين الثاني الماضي بهدف البحث في العلاقات السورية ــــ الأميركية.
ورغم أنه لا صفة رسمية لكلا الطرفين، إلا أن مصادر رسمية سورية رأت في هذا النشاط «جهداً بنّاءً ومفيداً لجهة إتاحة الفرصة لمجموعة من الباحثين والخبراء السوريين لشرح وجهات نظرهم في شأن بلدهم، في دوائر البحث والدراسات الأميركية».
وعلمت «الأخبار» أن السلطات السورية كانت تمانع في وقت سابق عقد هذه اللقاءات في العاصمة الأميركية، لكن بعد التطورات الإيجابية الأخيرة والانفراجات السياسية التي قوبلت بليونة أميركية أو على الأقل بصمت أميركي، سُمح للباحثين السوريين بعقد لقائهم الثالث مع منظمة «البحث عن أرضية مشتركة» في واشنطن. كما كان مقرراً أن يشارك المستشار في الرئاسة السورية ووزارة الخارجية، الدكتور رياض الداودي، في لقاءات واشنطن، لكونه كان أحد المشاركين في اللقاءات الماضية، إلا أنه لم يحضر لانشغاله في دمشق.
وسبق أن عقدت مؤسسة «البحث عن أرضية مشتركة» لقاءين، الأول كان في تشرين الثاني الماضي في دمشق، والثاني عقد في آذار الماضي في مدينة حلب، وكان متزامناً مع القمة العربية.
وفي تقرير نشر أخيراً، قال سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا، تيودور قطوف، إن «لبنان سيستمر في دفع الثمن ما لم تتوصل الولايات المتحدة وسوريا إلى صفقة كبيرة». ورأى أن إيران وسوريا متحالفتان لإفشال الأهداف الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.
إلى ذلك، يتوقع أن يزور وفد رسمي تركي دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة للإعداد لجولة المحادثات الرابعة غير المباشرة مع دمشق والتي تجري في تركيا برعاية أنقرة.