جارد كوشنر «في جيبي»، هذا ما تفاخر به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمام ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد وغيره من المسؤولين، بحسب ما كشفه موقع «ذي إنترسبت». إذاً، بناء على رؤية ابن سلمان فإن كوشنر رهن إشارته. الموقع الأميركي أشار، في هذا الإطار، إلى أن كوشنر التقى ابن سلمان في الرياض، قبل أسبوع من اعتقال الأمراء ورجال الأعمال السعوديين في فندق «ريتز» الرياض، ولفت إلى أنهما «كانا يسهران إلى الرابعة صباحاً لليالٍ عدّة». كذلك، أفاد بأن ما دار، خلال تلك اللقاءات، ربما لن يكون معروفاً إلا لكوشنر وابن سلمان، لكنّه أشار، في الوقت ذاته، إلى أن الأخير أبلغ عدداً ممّن يثق بهم بأن صهر الرئيس ناقش معه أسماء السعوديين غير الموالين له.
وعلّق الموقع بأن «مجرّد القول إن كوشنر فعل ذلك ــ حتى لو لم يكن صحيحاً ــ يبعث رسالة قوية لحلفاء ولي العهد وأعدائه، مفادها أن ما يفعله يجد التأييد من واشنط». بالتالي، فإن كان صهر الرئيس قد ناقش أسماء مع ابن سلمان، باعتبار أن ذلك تكتيك متّفق عليه في سياسة واشنطن الخارجية، فإنه يُعتبر تدخلاً أميركياً فظاً في صراع داخلي لدولة حليفة. فضلاً عمّا تقدّم، أشار الموقع إلى أنه «إذا كان كوشنر قد ناقش هذه الأسماء مع ابن سلمان من دون إذن من ترامب، فإن ذلك يُعتبر انتهاكاً للقانون الأميركي بشأن تبادل المعلومات الاستخبارية السرية».
تجدر الإشارة إلى أن كوشنر ــ وقبل تخفيض مستوى الترخيص الأمني له في البيت الأبيض ــ كان من القلائل مع الرئيس الذين يطّلعون على المعلومات الاستخبارية الأعلى سرية، التي كانت تتضمّن أسماء معارضين لابن سلمان، وبالتالي ربما يكون صهر الرئيس قد استفاد من تلك المعلومات، وسلّمها للأمير خلال تلك الليالي التي سبقت اعتقالات الـ«ريتز».
من هذا المنطلق، تساءل «ذي إنترسبت» عن مغزى قول ابن سلمان لابن زايد إن صهر الرئيس «في جيبه»، وما إذا كان ذلك يعني أن كوشنر قد وقع تحت نفوذ الأمير السعودي عبر صفقات لأعمال تجارية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المحقّق المستقل روبرت مولر يقوم، حالياً، بالتحقيق في علاقات كوشنر المالية والتجارية.