يواصل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، جولته الشرق آسيوية، حيث التقى في بكين اليوم وزير الخارجية الصيني، بعد زيارته كلاً من طوكيو، بيونغ يانغ وسيول. وفيما تضمّن لقاؤه بنظيره الصيني «توبيخاً» متبادلاً على أثر العلاقات المتوترة بين البلدين، قال بومبيو إن زعيم كوريا الشمالية الذي يزور روسيا قريباً، مستعد للسماح بدخول المفتشين الدوليين المواقع النووية والصاروخية في البلاد.
«نظام جديد» في شبه الجزيرة الكورية
أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، اليوم، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيلتقي، قريباً، الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، في دليل جديد على أجواء التهدئة السائدة في شبه الجزيرة الكورية. يأتي ذلك غداة إعلان مون عن توافق بين واشنطن وبيونغ يانغ على عقد قمة ثانية «في أقرب وقت ممكن».
وقال مون خلال اجتماع لحكومته غداة لقائه بومبيو: «بمعزل عن القمة الثانية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، فإن زيارة الزعيم كيم جونغ أون إلى روسيا وزيارة الرئيس شي جينبينغ إلى كوريا الشمالية ستحصلان قريباً». وأشار أيضاً إلى احتمال عقد قمة بين كيم ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قائلاً إن «نظاماً جديداً ينشأ في شبه الجزيرة الكورية».

محادثات «بنّاءة ورائعة»
في شأن لقاء بومبيو بزعيم كوريا الشمالية، قالت وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ، اليوم، إن كيم أثنى على محادثاته مع بومبيو، حيث شرح «بالتفصيل مقترحات حل قضية نزع السلاح النووي».
وجاء في تقرير لوكالة الأنباء المركزية الكورية، أن «كيم جونغ أون عبر عن رضاه عن المحادثات البناءة والرائعة مع مايك بومبيو حيث جرى استيعاب المواقف المتبادلة بالكامل وتبادل الآراء».
الوكالة نقلت عن كيم قوله إنه يعتقد أن الحوار بين البلدين سيستمر في التطور في شكل إيجابي «على أساس الثقة العميقة بين زعيمي البلدين»، وأبدى شكره الرئيس دونالد ترامب لبذله جهوداً مخلصة لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال قمة حزيران/ يونيو.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «رودونغ سينمون» الرسمية في كوريا الشمالية، ثماني صور للقاء كيم وبومبيو على صفحتها الأولى، بما في ذلك صور للرجلين وهما يبتسمان ويتصافحان وبعض الصور مع كيم يو جونغ شقيقة كيم.
تبادل بومبيو مع نظيره الصيني اليوم انتقادات لاذعة(أ ف ب )

المفتشون الدوليون
في تقدم لافت، أعلن بومبيو أن المفتشين الدوليين سيزورون منشأة لاختبار محركات الصواريخ وموقع بونجي ري للتجارب النووية فور اتفاق الجانبين على الأمور اللوجيستية.
وأضاف بومبيو، في تصريحات صحافية في سيول قبل توجهه إلى بكين، أن الجانبين «قريبان جداً» من الاتفاق على تفاصيل قمة ثانية اقترحها كيم على ترامب في رسالة الشهر الماضي.
وقال بومبيو إن الأهم هو أن الزعيمين «يؤمنان بإمكانية تحقيق تقدم حقيقي، وتقدم كبير في القمة المقبلة»، في وقت أشار المبعوث النووي الأميركي الجديد، ستيفن بيغن، الذي رافق بومبيو، إلى أنه اقترح الاجتماع بنظيرته نائبة وزير خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي «في أقرب وقت ممكن».

تصريحات «لاذعة» في بكين
استهل بومبيو لقاءه بوزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم في بكين، بتبادل «التوبيخ» في ما يتعلق بتدهور العلاقات الثنائية بين البلدين. واتسمت تصريحات المسؤولين أمام الصحافيين، في بداية اجتماعهما في دار ضيافة دياويوتاي، بـ«حدة غير معتادة». وانغ، وهو أيضاً عضو مجلس الدولة الصيني، قال خلال استقباله بومبيو: «مؤخراً فيما كان الجانب الأميركي يصعّد باستمرار النزاع التجاري مع الصين، تبنّى أيضاً سلسلة من الإجراءات في ما يتعلق بملف تايوان بما يضر بحقوق الصين... كما وجه انتقادات لا أساس لها لسياسات الصين الداخلية والخارجية». وأضاف وانغ: «نعتقد بأن ذلك شكل هجوماً مباشراً على الثقة المتبادلة وألقى بظلاله على العلاقات الصينية الأميركية»، مطالباً الجانب الأميركي بـ«الكف عن هذا النوع من الإجراءات الخاطئة».
من جهته، قال بومبيو، الذي كان يطلع وانغ على مجريات زيارته لكوريا الشمالية: «لدينا خلافات جوهرية في شأن الملفات التي ذكرتها». وتابع قائلاً: «لدينا قلق عميق في شأن الأفعال التي اتخذتها الصين وأتطلع لأن تسنح الفرصة لمناقشة كل منها اليوم لأن هذه علاقة مهمة جداً».
كذلك، اختلف بومبيو مع وانغ علناً في شأن الجانب المسؤول عن إلغاء حوار أمني ثنائي كان من المقرّر عقده في بكين هذا الشهر.
وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس قد صعّد، الأسبوع الماضي، من حملة الضغط على بكين لتتجاوز الحرب التجارية، واتهم الصين بالقيام بجهود «خبيثة» لتقويض التأييد للرئيس دونالد ترامب قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تجرى الشهر المقبل وبارتكاب أفعال عسكرية متهورة في بحر الصين الجنوبي.