وفي حين تواصل حكومة كاراكاس ملاحقة المتورطين في المحاولة الانقلابية التي نفذها غوايدو، يعتزم الأخير تفعيل تحركاته، إذ دعا أنصاره إلى الاحتجاج والنزول إلى الشوارع مجدداً اليوم، للمشاركة في تظاهرات ضد الحكومة. وخلال مؤتمر صحافي في العاصمة كاراكاس، قال غوايدو إنهم «سينظمون تظاهرات في عموم فنزويلا من أجل النائب الأول لرئيس البرلمان إدغار زامبرانو». وأشار الانقلابي إلى أنهم يواجهون حكومة «تعمل على تسليح جماعات شبه عسكرية، وأن ذلك لن يجعلهم يتراجعون عن هدفهم». وتابع بالقول: «سننظم صباح السبت تظاهرات في عموم البلاد». غوايدو الذي لا ينفك يستخدم أي طريقة لتحقيق هدفه، ذهب في اتجاه تصعيد خطابه أكثر أمس، إذ قال إنه «منفتح على قبول تدخل عسكري أميركي للمساعدة في التعامل مع الوضع السياسي الطارئ في بلده». وفي مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، أضاف الانقلابي إنه «إذا اقترح الأميركيون تدخلاً عسكرياً، فسأقبله على الأرجح».
أعلن غوايدو أنه منفتح على قبول تدخل عسكري أميركي في بلاده
في غضون ذلك، وبعد رفع المجلس التأسيسي الفنزويلي الحصانة عن 10 نواب برلمانيين بتهمة مشاركتهم في محاولة الانقلاب، لجأ برلمانيان إلى سفارتين أجنبيتين في كاراكاس أول من أمس. وأعلن البرلماني أمريكو دي غراتسيا، أنه لجأ إلى منزل السفير الإيطالي لدى كاراكاس، على خلفية رفع الحصانة عنه، من أجل عدم التعرض للتوقيف. وقد أكدت السلطات الإيطالية، أمس، أن دي غراتسيا دخل مبنى السفارة الإيطالية في كاراكاس بعد رفع الحصانة البرلمانية عنه. وكتب دي غراتسيا تغريدة على صفحته في «تويتر» شكر فيها إيطاليا، وذلك من دون ذكر تلقيه حق اللجوء في السفارة. وعلى خطى دي غراتسيا، لجأ البرلماني ريتشارد خوسيه بلانكو ديلغادو، المتهم بالمشاركة في محاولة الانقلاب العسكرية والمدنية، إلى منزل السفير الأرجنتيني في كاراكاس. وقال بلانكو، في تصريح أدلى به للصحافة المحلية، إنه لم يكن خائفاً واتخذ القرار بعد التشاور مع أسرته.
على خط مواز، أعادت فنزويلا فتح حدودها البرية مع البرازيل وحدودها البحرية مع جزيرة أروبا التابعة لهولندا، اللتين كانت قد أغلقتهما منذ محاولة المعارضة إدخال مساعدات في شباط/ فبراير، وفق ما أعلن نائب الرئيس المكلف بالاقتصاد الجمعة طارق العيسمي. وفي كلمة أمس، قال العيسمي إن «الحدود مع البرازيل وأروبا فُتحت مجدداً»، موضحاً أن حدود بلاده مع كولومبيا وبقية الجزر الهولندية (بونايري وكوراساو) «ستبقى مغلقة». وأضاف المسؤول الفنزويلي: «نمد اليد لإرساء حوار صادق» مع البرازيل وأروبا.
( أ ف ب، الأناضول)