قرابة الواحدة والنصف بعد منتصف ليل الخميس ــــ الجمعة، دوّت انفجارات عدة في محيط مطار بغداد الدولي. في البداية، الأخبار الواردة من المكان تحدّثت عن قصف بصواريخ «غراد» طاول أحد مدارج المطار. بعد ذلك، بدأت تتّضح الصورة: سيارتان تحترقان قرب مخرج منطقة الشحن في المطار، ويبدو أن مَن فيهما قد قتلوا. بعد ساعة من الأخذ والردّ، والإعلان والنفي، أُعلن الخبر: صواريخ أصابت السيارتين اللتين تقلّان مجموعة من قياديّي «الحشد الشعبي» ومدير التشريفات فيه و«ضيوفاً» أجانب. مباشرة، بدا أن القوات الأميركية هي التي نفّذت الهجوم الصاروخي، ليتبيّن في ما بعد أن الهدفين الأساسيين هما قائد «قوة القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس.في الرواية الأمنية للحدث، قَدم سليماني إلى بغداد على متن طائرة تابعة لشركة «أجنحة الشام» السورية. غادرت الطائرة مطار دمشق قبيل منتصف الليل، ووصلت إلى مطار بغداد بعد ساعة وأربع دقائق من التحليق. هناك، كانت سيارتان تنتظران «الحاج» على مخرج منطقة الشحن، في إحداهما أبو مهدي المهندس. وبحسب ما تؤكد مصادر أمنية عراقية، استهدفت السيارتان، فور انضمام سليماني وفريقه إليهما وانطلاقهما الى خارج المطار، بصواريخ عدة من طائرة مسيّرة أصابت السيارتين بشكل مباشر، لتحترقا بالكامل.
بعد نحو ساعة، تمّ التعرف إلى الشهداء على متن الموكب المستهدف. وهم، بالإضافة إلى القائدين، 4 عراقيين و4 إيرانيين من فريق سليماني الخاص. والشهداء العراقيون هم: محمد رضا الجابري، مدير تشريفات «الحشد» في المطار، حسن عبد الهادي، محمد الشيباني وحيدر علي. أما الشهداء الإيرانيون فهم: اللواء حسين جعفري نيا، العقيد شهرود مظفري نيا، النقيب وحيد زمانيان والرائد هادي طارمي.