تتسارع وتيرة الإصابات والوفيات المُعلن عنها بفيروس «كورونا» الغامض. ليس فقط في الصين، حيث ظهر للمرة الأولى، إذ بدأت حالات الإصابة تتسلّل إلى دول الجوار مثل أستراليا وتايلاند واليابان، وأخيراً سنغافورة، وفييتنام. وصل عدد الوفيات نتيجة الفيروس في الصين إلى 17 حالة حسب آخر الأرقام التي أعلنتها الحكومة فيما تأكد إصابة أكثر من 540 شخصاً.وينتمي هذا الفيروس إلى عائلة فيروسات الكورونا التي قد تسبب أمراضاً غير مؤذية لدى الإنسان كالزكام، لكنها قد تكون مصدر أمراض قاتلة مثل السارس. وينتشر الفيروس عن طريق التنفّس، ومن أعراضه الحمى والسعال وصعوبة التنفس، كما يمكنه أن يؤدي كذلك إلى الالتهاب الرئوي، حسب متحدث من مفوضية الصحة الوطنية في الصين.

دول الجوار الصيني
سنغافورة: اليوم، ولأول مرة كشفت وزارة الصحة السنغافورية، عن أول حالة إصابة بسلالة جديدة من فيروس «كورونا» في البلاد. وأفادت وسائل إعلام محلية نقلاً عن وزارة الصحة، أن الوزارة كشفت عن سلالة جديدة من فيروس «كورونا» أصيب بها رجل صيني يبلغ من العمر 66 عاماً، جاء إلى سنغافورة قادماً من مدينة ووهان الصينية في 20 يناير/ كانون الثاني الحالي. وشدّدت الوزارة أن السلطات السنغافورية فرضت الحجر الصحي على الرجل، مؤكدة أن «الفحوصات الطبية أثبتت إصابته».
فييتنام: قالت وزارة الصحة الفييتنامية اليوم الخميس، إن فحصاً أثبت إصابة مواطنين صينيين اثنين في فييتنام بفيروس كورونا الجديد لكن «حالتهما مستقرة». وأضافت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني أن المريضين، وهما رجل وابنه، نُقلا إلى المستشفى يوم 22 كانون الثاني يناير الجاري بعد أن ظهرت عليهما أعراض حمّى ويُعالجان في مستشفى «شو راي» في مدينة هو تشي منه. وأوضح البيان أن الابن وصل في الآونة الأخيرة إلى فييتنام من مدينة «ووهان» في وسط الصين حيث اكتُشفت أولى حالات إصابة بالفيروس الجديد.
السعودية: كشف وزير الخارجية الهندي اليوم الخميس عن إصابة ممرّضة هندية تعمل في السعودية بفيروس «كورونا». وأفادت تقارير إعلامية هندية أن الممرضة قد تكون التقطت الفيروس بينما كانت تعتني بزميلة لها من الفيليبين تحمل الفيروس. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي في موراليداران إنه «تم فحص نحو 100 ممرضة هندية... يعملن في مستشفى الحياة ولم يثبت سوى إصابة ممرضة واحدة بفيروس كورونا». وأضاف في تغريدة: «الممرضة المصابة تخضع للعلاج في مستشفى عسير الوطني وهي تتعافى بشكل جيد».
ومع ذلك لم تعلن الرياض أو نيودلهي رسمياً حتى الآن عن حالات إصابة بالفيروس، لكن وزارة الصحة السعودية كانت قد أصدرت بياناً أمس، قالت فيه إن المملكة ستبدأ فحص المسافرين القادمين من الصين واتخاذ إجراءات وقائية أخرى بعد تفشّي الفيروس.
الولايات المتحدة: سجّلت واشنطن أول من أمس، أول إصابة بفيروس «كورونا. وقال متحدث باسم المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بنجامين هاينيس، إنه «تم في مدينة سياتل تشخيص إصابة شخص قادم من الصين بفيروس كورونا»، مضيفاً في حديث مع «رويترز» أنه سيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل في مؤتمر صحافي.
اليابان وكوريا الجنوبية: أكدت وزارة الصحة اليابانية، الأسبوع الماضي، اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد. وأوضحت الوزارة، أن الإصابة لرجل من الصين، مضيفة أن «المريض يقيم في مقاطعة كاناجاوا وهو في الثلاثينيات من العمر، وتم إدخاله المستشفى في 10 كانون الثاني/ يناير الجاري بأعراض التهاب رئوي. كذلك، أبلغت كوريا الجنوبية عن أول حالة إصابة بالفيروس يوم الاثنين الماضي.
أستراليا: أعلنت السلطات الأسترالية، الثلاثاء الماضي، عن عزل رجل داخل منزله في مدينة بريسبن وإخضاعه لفحوص دقيقة؛ للتحقق مما إذا كان أصيب بسلالة جديدة من فيروس كورونا. وصرّحت كبيرة مسؤولي الخدمات الطبية في ولاية كوينزلاند، الدكتورة جانيت يونج، بأن الرجل عاد أخيراً من زيارة عائلية في مدينة ووهان الصينية، وظهرت عليه أعراض الإصابة بالفيروس.


الصين تُغلق مدينتين «احترازاً»
ارتفع عدد الوفيات في مدينة ووهان الصينية إلى 17 حالة إثر الإصابة بفيروس «كورونا» الجديد، بينما تم الإبلاغ عن عشرات الحالات الأخرى في جميع أنحاء الصين وصولاً إلى غرب الولايات المتحدة، في تطور جديد يثير مخاوف من احتمال تفشّي الفيروس ليصبح وباء. وذكر التلفزيون الرسمي الصيني، اليوم، أن الدولة أكدت ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ«كورونا» إلى 571 حالة، في حين بلغ عدد الوفيات 17 بحلول مساء أمس (الأربعاء)، وجميعها في إقليم هوبي وسط البلاد.
في غضون ذلك، أعلنت السلطات الصينية أنها ستغلق كل شبكات النقل في المناطق الحضرية وتعلّق رحلات الطيران المغادرة من ووهان بدءاً من العاشرة من صباح اليوم (الخميس) بالتوقيت المحلي، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز»، في حين أكد مسؤولون أنه سيتم «تعليق رحلات الحافلات ومترو الأنفاق والعبّارات ووسائل النقل العام لمسافات طويلة» بشكلٍ كامل وسط دعوات إلى تجنّب «البيئات المزدحمة والاجتماعات العامة المفتوحة».
كذلك، حذّر المسؤولون سكان المدينة ـــ البالغ عددهم 11 مليون نسمة والتي تُعد الأكبر في الأراضي الصينية ـــ من مغادرتها، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول». إلا أن الإجراءات الاحترازية في ووهان سرعان ما تقرّر اتخاذها أيضاً في مدينة مجاورة يبلغ عدد سكانها نحو 7,5 ملايين نسمة. فقد قرّرت الصين، ظهر اليوم، فرض الحجر الصحي «بحكم الأمر الواقع» على مدينة هوانغان الواقعة على بعد سبعين كيلومتراً نحو شرق ووهان. وأعلنت بلدية المدينة أن حركة القطارات ستتوقف في نهاية النهار حتى إشعارٍ آخر.


ذعر عالمي من «القادمين من الصين»
ذكرت «رويترز»، اليوم، أن الشركة المشغّلة لمطار دبي الدولي ستُخضع جميع الركاب القادمين على متن رحلات مباشرة من الصين للفحص الحراري. وحسب بيان الشركة، «سيتمّ إجراء الفحص عند بوّابات مغلقة وآمنة في المطار من قبل هيئة الصحة في دبي وفريق المركز الطبي في المطار». تزامناً، قالت روسيا إنها عزّزت إجراءات الفحص والحجر الصحي، بينما قالت بريطانيا إنها ستبدأ في زيادة فحص القادمين من ووهان وسنغافورة إلى جانب كل القادمين من الصين.
من جهته، رفع «المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها»، اليوم الخميس، تقييمه للمخاطر الناجمة عن زيادة انتشار فيروس «كورونا» الجديد ووصوله إلى أوروبا، من درجة «منخفض» إلى «متوسط».
كذلك، باشرت السلطات الباكستانية، في أربعة مطارات كبرى، بفحص جميع الركاب القادمين من الصين، لتفادي انتقال فيروس «كورونا». تركيا أيضاً، أعلنت أنها ستفحص المسافرين على متن كلّ الرحلات القادمة من الصين بكاميرات حرارية لدى وصولهم.
أفريقيا بدورها، تتأهّب خشية انتقال فيروس «كورونا» إليها عبر الزوّار الصينيين، إذ عزّزت بلدان القارة الأفريقية، منها كينيا ورواندا، من تدابيرها في المعابر الحدودية والمطارات، محذّرة المسافرين إلى البلدان التي وصل إليها الفيروس المذكور. بدوره، أعلن مركز الاتحاد الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، عقد اجتماع مع الدول الأعضاء، لتقييم الوضع المتعلق بانتشار الفيروس.