على الرغم من الاحتجاجات الواسعة المناهضة للعنصرية التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية في الأشهر الماضية، على خلفية مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد عل يد ضابط شرطي أميركي أبيض، يبدو الرئيس دونالد ترامب مُصرّاً على إثارة الجدل بدعمه المطلق للشرطة الأميركية. أحدث ما قام به الرئيس الأميركي «إشادته» بإدارات شرطة بلاده، ومُحاولاته التخفيف من وطأة العنف الذي يُمارسه عناصر الشرطة تجاه الأميركيين السود. وردّ ترامب على سؤال بشأن استمرار مقتل الأميركيين السود على أيدي الشرطة، بالإشارة إلى مقتل عدد أكبر من البيض من قبل مسؤولي تنفيذ القانون. وفي مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية أمس، قال ترامب: «وكذلك البيض. وكذلك البيض. يا له من سؤال فظيع تسألونه. وكذلك البيض. أعدادٌ أكبر من البيض قُتلوا بالمناسبة»، مُدافعاً عن عناصر الشرطة بالتأكيد أنّهم «يؤدون عملاً رائعاً في هذا البلد... ربما يكون هناك شرطي سيّئ، كما هو الحال في أي صناعة أو مهنة».كلام ترامب يأتي مناقضاً لما أظهرته دراسات عدّة وجدت أنّ «عدداً كبيراً من الأميركيين السود يلقون حتفهم على أيدي الشرطة، مقارنة بالبيض الذين يمثلون نسبة أكبر بكثير من سكان الولايات المتحدة». صحيح أنّه لا توجد إحصاءات على مستوى البلاد ككلّ بشأن الوفيات التي تتم على أيدي الشرطة في الولايات المتحدة، ولكنّ صحيفة «واشنطن بوست» نشرت أول أمس تقريراً يُفيد بأنّ «نصف الأشخاص الذين قُتلوا على يد الشرطة هم من المواطنين البيض، لكن الأميركيين السود تعرّضوا لإطلاق النار بمعدّل غير متناسب». وطبقاً لتحليل الصحيفة فإنّ الأشخاص السود «يُمثّلون أقل من 13% من سكان الولايات المتحدة، ولكنهم يتعرّضون للقتل على يد الشرطة بنحو يزيد على ثلثي معدل الأميركيين البيض».
في المقابل، يواجه الرئيس الأميركي اتهامات عديدة من بينها «تشجيع العنف ضد السود ونشر الأفكار العنصرية في البلاد». وفي مواقف أقلّ صرامة هناك من يتهمه بـ«عدم اتخاذ موقف واضح ضد العنصرية الممنهجة ووحشية الشرطة». فيما يركز ترامب في هذا الملف على قضية العنف والمواجهات التي اندلعت بين المحتجين وعناصر الأمن على هامش التظاهرات السلمية.
من جانبه، وصف أحد أعضاء «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية»، جيفري روبنسون في بيان تصريحات ترامب بأنها «عنصرية»، موضحاً أن «عنصرية ترامب مطلقة لدرجة أنه يواصل رفض الإدلاء ولو باعتراف ضمني بعنف الشرطة المتفشي ضد المواطنين السود في أميركا».