يرتفع مستوى التصعيد بين روسيا و«حلف شمال الأطلسي» حول أوكرانيا، رغم التأكيدات المستمرة من قبل موسكو بأنها لا تخطط لغزو أوكرانيا.
وترافق الحشد العسكري «الأطلسي» في أوكرانيا وشرق أوروبا، مع تصعيد ووعيد بعقوبات «لا سابق لها»، قد تطاول فلاديمير بوتين شخصياً.

إذ أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّه مستعدّ لفرض عقوبات على نظيره الروسي شخصياً إذا شنّت القوات الروسية هجوماً على أوكرانيا، مضيفاً للصحافيين أنه «لا توجد نية لنشر قوات أميركية أو تابعة لحلف الأطلسي في أوكرانيا».

وتردد صدى تهديد بايدن، عبر الأطلسي؛ إذ حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنّ روسيا ستدفع «ثمناً باهظاً جداً» إذا شنّت هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، مشيراً إلى أنّه سيجري الجمعة مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مسعى لنزع فتيل هذه الأزمة.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز، في برلين، إنّه «إذا حصل هجوم، سيكون هناك ردّ، والثمن (الذي ستدفعه روسيا) سيكون باهظاً جداً»، مضيفاً أن بلاده وألمانيا «متّحدتان» في الدعوة إلى خفض حدّة التوتّر على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.

من جهته قال شولتز: «نتوقّع من روسيا خطوات واضحة تسهم في تهدئة الوضع. كلّنا متّفقون على أنّ عدواناً عسكرياً سيؤدّي إلى عواقب وخيمة».

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، اتّهم ماكرون روسيا بأنها تتصرف كـ«قوة عدم توازن» من خلال سلوكها ليس في أوكرانيا فحسب بل أيضاً في بيلاروسيا والقوقاز ومولدافيا.

وعلى الموجة نفسها، توعّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، روسيا بعقوبات «أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل» إذا غزت أوكرانيا. وقال جونسون لدى إطلاعه البرلمان على آخر التطورات: «اتفقنا على أنّنا سنردّ على أيّ هجوم روسي على أوكرانيا بشكل موحّد عبر فرض عقوبات اقتصادية شديدة ومنسّقة، أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل ضدّ روسيا».

ولدى سؤاله بشأن ما إذا كان سيتم تعليق مشاركة موسكو في منظومة «سويفت» العالمية للتعاملات المالية، قال جونسون «لا شكّ في أنّ (سويفت) سيكون سلاحاً فعالاً للغاية».

وأكّد أنّ الأوكرانيين سيقاومون أيّ توغّل روسي «بعناد وإصرار»، بعدما أعطى الضوء الأخضر لإرسال نحو 2000 قطعة سلاح بريطانية مضادّة للدبابات إلى أوكرانيا ومدرّبين عسكريين.

بالتوازي، أعلن مسؤول أميركي رفيع أن حزمة العقوبات الاقتصادية التي تعدّها واشنطن للرد على أي غزو روسي لأوكرانيا ستشمل قيوداً غير مسبوقة على صادرات معدات التكنولوجيا المتقدمة الأميركية.

وقال المسؤول للصحافيين: «نتحدّث عن تكنولوجيا متقدمة نصممها وننتجها»، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وتكنولوجيا صناعة الطيران وهو ما «سيضرب بشدة طموحات بوتين الاستراتيجية لتحويل اقتصاده نحو التصنيع».

كذلك، أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة والأوروبيين اتّخذوا خطوات لحماية إمدادات الغاز إلى أوروبا في حال قررت روسيا قطعها، في إطار أي نزاع قد يطرأ، محذّراً موسكو من استخدام الوقود «سلاحاً».

وقال: «نعمل مع الدول والشركات حول العالم لضمان أمن الإمدادات وتجنّب أي صدمات في الأسعار في إطار خطة طوارئ تشمل التفاوض مع جهات إمداد في شمال أفريقيا وآسيا».

من جهتها، نددت روسيا بوضع آلاف الجنود الأميركيين في حالة تأهب بسبب الأزمة حول أوكرانيا، واعتبرت الخطوة «تصعيداً للتوتر» من جانب واشنطن، على لسان بيسكوف، بالقول: «نراقب بقلق كبير هذه التحركات الأميركية».

وكان «البنتاغون» أعلن، الاثنين الماضي، أن قوة عديدها 8500 عسكري أميركي وضعت في «حالة تأهب قصوى»، تحسباً لاحتمال نشرها لتعزيز أي تفعيل لقوة التدخل التابعة لحلف شمال الأطلسي رداً على الأزمة الأوكرانية.

وقد حشدت روسيا 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية، مثيرة المخاوف من أن تكون تخطط لغزو جارتها الموالية للغرب، رغم نفيها ذلك مراراً.

كذلك، أفادت وكالات الأنباء الروسية بأن القوات المسلحة الروسية أطلقت اليوم سلسلة جديدة من المناورات بالقرب من أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها، مع تدريبات تشمل ستة آلاف عنصر وطائرات مقاتلة وقاذفات.