أكّد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لنظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي، اليوم، أن المخاوف الأمنية المنطقية لروسيا يجب أن تؤخذ على محمل الجد، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان.
وتابع وانغ: «ندعو كل الأطراف إلى الهدوء والامتناع عن تصعيد التوتر».

ومن دون أن يسمّي الحلف الأطلسي بشكل مباشر، قال وانغ إنه «لا يمكن ضمان الأمن الإقليمي عبر توسّع الكتل العسكرية أو تعزيزها».

تهديد عالمي
من جهته، أكد بلينكن لنظيره الصيني، أن أي عدوان روسي على أوكرانيا يهدد الأمن والاقتصاد العالمييْن، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس.

وأضاف برايس أن «بلينكن شدّد على المخاطر الأمنية والاقتصادية العالمية التي يمكن أن يشكّلها عدوان روسي جديد على أوكرانيا»، مؤكداً أن «خفض التصعيد، والديبلوماسية، يمثّلان المسار المسؤول للمضيّ قدماً».

يأتي ذلك مع ازدياد حدّة التوترات بين موسكو وكييف المدعومة من الغرب، على خلفية مطالبة روسيا بالحدّ من التوسّع الغربي باتجاه حدودها. وعقب هذه التوتّرات، أصدرت وزارة الخارجية الروسية في 17 كانون الأول، مشروع اتفاقية حول ضمانات أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومشروع اتفاقية حول ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تشمل الحدّ من التوسّع الغربي وعدم ضمّ أوكرانيا إلى الحلف والإبلاغ عن التدريبات الأمنية مسبقاً وغيرها.

وجرت مشاورات عدّة حول هذه الضمانات بين واشنطن وموسكو و«الناتو» في كييف، طالبت موسكو على أعقابها بردّ أميركي خطّي حول مطالبها، داعيةً إلى الالتزام بها بشكل كامل.

وبالفعل، تلقّت موسكو أمس رداً خطياً من واشنطن، اعتبر بلينكن أن واشنطن حدّدت فيه «مساراً ديبلوماسياً جاداً»، مشيراً إلى أنه «سيتحدّث مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في الأيام المقبلة للحصول على ردّ موسكو على الموقف الأميركي».

يُشار إلى أن الرسالة لم تلتزم بجميع مطالب موسكو الأمنية، إذ أوضحت لموسكو، على سبيل المثال، أنه بإمكان كييف اختيار حلفائها، متجاهلةً بذلك مطلب روسيا بالحصول على ضمان بعدم انضمام أوكرانيا إلى «الناتو».

وبالتوازي، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه سلّم روسيا «مقترحات» خطية أيضاً، تزامناً مع الولايات المتحدة.