رفضت الولايات المتحدة، أمس، التحذيرات الروسية من «عواقب غير متوقعة» في حال استمرت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية.
في السياق، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، في مؤتمر صحفي: «لم أكن أتوقّع صدور هكذا تهديدات فارغة أو تهديدات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، مضيفةً: «ما نركّز عليه هو تزويد الحكومة الأوكرانية بالمبلغ التاريخيّ من المساعدات الأمنية التي تم تكييفها مع احتياجاتهم ونجاحاتهم على الأرض»، على حدّ زعمها.

الشحنة الجديدة
وتزامنت هذه التصريحات مع إعلان مسؤول كبير في البنتاغون، أمس، أن الشحنات الأولى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا وصلت إلى حدود البلاد، لتسليمها إلى الجيش الأوكراني.

وتابع المسؤول طالباً عدم الكشف عن هويته: «وصلت أربع رحلات جوية إلى المنطقة من الولايات المتحدة أمس محمّلة بمعدّات مختلفة»، لافتاً إلى أنه من المتوقّع أن تصل رحلة خامسة خلال الـ 24 ساعة المقبلة، «ما يعني خمس رحلات في غضون بضعة أيام»، منذ أن أعلن الرئيس، جو بايدن، الأربعاء، عن حزمة جديدة بقيمة 800 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وفي وقت سابق، تمّ الإعلان عن أن جنوداً أميركيين منتشرين في المنطقة الشرقية لحلف شمال الأطلسي منذ بداية العملية الروسية، سيبدأون في الأيام المقبلة بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مدافع «هاوتزر M777»، أي الجيل الجديد من قطع المدفعية التي قرّرت الولايات المتحدة تسليمها لأول مرة للجيش الأوكراني.

وتابع المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية، أن القوات الروسية بدأت تشعر بتأثير العقوبات على إمداداتها من الأسلحة، ولا سيّما الصواريخ الموجّهة، مؤكداً: «كان للعقوبات تأثير على قدرة بوتين في إعادة الإمداد والتجهيز، خصوصاً لجهة مكوّنات بعض هذه الأنظمة وصواريخها الموجّهة بدقّة».

وأضاف: «هذا الأمر أثّر بشكل ملموس على بوتين. من ناحية أخرى، نعلم أنهم يكافحون من أجل إعادة الإمداد من صناعتهم الدفاعية، ويتساءلون عن إلى أيّ مدى يمكنهم تكثيف إنتاجهم من الأسلحة والسرعة التي سيتمكنون بها من ذلك».

يشار إلى أن الأسلحة الحديثة تستخدم الرقائق الإلكترونية، التي تُعدّ تايوان وكوريا الجنوبية أهمّ منتجيها، وهما دولتان حليفتان للولايات المتحدة، وقد أوقفتا تصدير هذه المنتجات إلى روسيا بموجب العقوبات الأميركية التي فُرضت بعد العملية العسكرية الروسية.