ليلة عصيبة عاشتها إسرائيل على وقْع تصعيد الائتلاف الحكومي خطواته الموصوفة بالانقلاب القضائي، وفي المقابل تأجيج خصومه احتجاجاتهم وتوسيعها حتى كاد الشلل التامّ يهيمن على كامل دولة الاحتلال. مشهديةٌ «صراعية» محتدمة استغرق بنيامين نتنياهو وقتاً ليس بسيطاً في التشاور مع حلفائه إزاءها، قبل أن يَخرج إلى الجمهور ويعلن تعليق مشروع التعديلات القضائية لا إلغاءه، ما يعني تأجيل الأزمة لا إنهاءها، خصوصاً أن وجوه «الصهيونية الدينية» سرعان ما بادروا إلى التأكيد أنهم حصلوا على التزامات بتمرير التشريعات مع بدء الدورة الصيفية لـ«الكنيست». وأيّاً كان ما ستؤول إليه هذه الأزمة غير المسبوقة في تاريخ الكيان، فهي مرشّحة لاحقاً لإعادة إنتاج نفسها، وربّما بحدّة أكبر، كوْن الجهات الفاشية واليمينية المتطرّفة، وأتباع القوانين التلمودية للزمن السحيق، يزدادون قوّة ومكانةً وعدداً في مجتمع يتعارض مع نفسه داخلياً في كلّ شيء تقريباً.