نتنياهو لكيري: السلطة مسؤولة عمّا يجري

  • 0
  • ض
  • ض

اختار بنيامين نتنياهو الرد على جون كيري من على المنصة نفسها في منتدى «سابان»، محمّلاً السلطة الفلسطينية المسؤولية عمّا يجري وعن مصيرها، كونها «تعتبر تل أبيب وحيفا وبئر السبع محتلة من إسرائيل»، فيما سلك موشيه يعلون طريقاً آخر، وحمّل واشنطن المسؤولية عمّا يجري في الشرق الأوسط

رفض رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن اتجاه التطورات في فلسطين يسير نحو دولة ثنائية القومية، فيما كرر الحديث عن الاستراتيجية الإسرائيليية في الساحة السورية التي تقوم على إضعاف طرفي الصراع فيها. نتنياهو قال في كلمة، عبر الفيديو كونفرنس، إن «الحل الوحيد للنزاع الإسرائيلي ــ الفلسطيني يكون بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية»، ثم تناول «جذور النزاع الإسرائيلي في الشرق الأوسط»، بالقول إن «المستوطنات والاحتلال ليسا هما جذور النزاع، بل الإسلام المتطرف». وذكر أن على الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية، «بل كل شيء يبدأ من هناك». كذلك لفت إلى أن «أبو مازن يقول إن احتلال أرض فلسطين بدأ من عام 1948، وهو يعتقد بأن تل أبيب محتلة، وبئر السبع محتلة، وحيفا أيضاً. وهو غير مستعد لأن يقول للفلسطينيين إن هذا الأمر انتهى. وغير مستعد للقول إنه لن يكون هناك المزيد من المطالب من الدولة اليهودية». وفي ما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية في سوريا، رأى نتنياهو أنه في حال حكم تنظيم «داعش في سوريا فهذا أمر سيّئ، وفي حال حكمت إيران هو أيضاً أمر سيّئ، لذلك فإن استراتيجيتنا تقوم على عدم العمل من أجل تعزيز طرف على آخر في الحرب هناك، ولكن تعمل على إضعاف الطرفين معاً». بعد ذلك انتقل إلى القول إن أحداً «لا يستطيع التقليل من عمق التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة». وأشار إلى «الشراكة العميقة بين الطرفين»، معرباً عن تقديره لدعم الجمهوريين والديموقراطيين لإسرائيل. وأقرّ نتنياهو بأن إسرائيل عملت على استثناءين: الأول «موقف إنساني، فقد كنا من أوائل من قدموا المساعدات الإنسانية لسوريا، وأخذنا آلاف السوريين (جبهة النصرة وفصائل مسلحة أخرى) وقدمنا لهم العلاج في أراضينا». أما الاستثناء الثاني، فهو «أننا أوضحنا أننا لن نتحمل استخدام الأراضي السورية لنقل السلاح إلى حزب الله». وكان نتنياهو قد ردّ أيضاً على تصريحات كيري خلال جلسة الحكومة، محمّلاً السلطة الفلسطينية المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق سلام. وتوقف أيضاً عند زيارة صائب عريقات للتعزية بشرطي فلسطيني حاول دهس إسرائيليين (يعمل في استخبارات السلطة). وذكر أن «المسؤول الأرفع عن المفاوضات لدى السلطة، ليس فقط لم يُدن العملية، بل ذهب ليعزي، وهو بذلك يوفر دعماً وتشجيعاً للأعمال الإرهابية». أما كيري فكان قد حذر، خلال كلمة في منتدى «سابان» في واشنطن، من أن التوجهات الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين «تقود إلى واقع الدولة الواحدة»، وإلى انهيار السلطة الفلسطينية، ورأى أنه رغم تصريح نتنياهو بشأن دعم قيام الدولة الفلسطينية، فإن «الكثيرين من وزراء حكومته يصرّحون علانية بأنهم سيعارضون خطوة كهذه». وتوجه إلى نتنياهو بالقول: «دائماً سيكون هناك سبب للامتناع عن العمل، ويجب النظر إلى ما وراء السياسة الآنية». وفيما تأتي مواقف كيري بعد زيارته غير الناجحة قبل نحو أسبوع للقدس ورام الله، طرح العديد من التساؤلات حول السياسة الإسرائيلية، وما الذي ستفعله في حال تكوّنت أغلبية عربية بين النهر والبحر؟ وقال: «هل ستتمكن من البقاء دولة يهودية وديموقراطية؟»، مضيفاً أن توسيع البناء وزيادته في المستوطنات يطرحان تساؤلات حول السياسة الإسرائيلية. وتابع: «طوال سنة 2014 لم يصدر أي تصريح بالبناء للفلسطينيين في المناطق (ج) في الضفة الغربية». وسأل كيري أيضاً: «كيف سيكون الرد الدولي إذا قامت إسرائيل بضم الضفة؟ كيف ستتمكن إسرائيل من البقاء دولة يهودية وديموقراطية إذا لم تكن (هناك) غالبية يهودية بين البحر المتوسط ونهر الأردن؟». وزير الخارجية الأميركي توقف طويلاً عند الحديث عن تدهور الاستقرار لدى السلطة، مشيراً إلى أن وزراء في الحكومة الإسرائيلية يعتقدون أن انهيار السلطة سيخدم إسرائيل، ومعبّراً عن سروره بسماع كلام نتنياهو الذي يقول فيه إن «البديل من السلطة سيكون أسوأ». وأكد كيري أنه في حال استمر الوضع الحالي فـ«ليس واضحاً كم ستتمكن السلطة من الصمود»، لافتاً إلى أن هناك كثيرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون أنه يجب اتخاذ خطوات لتدعيم السلطة، ومشدداً على أن «دعم أبو مازن هو مسألة مصيرية بالنسبة إلى أمن إسرائيل». أما وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، الذي لم تتصف علاقاته بالإدارة الأميركية باللباقة الزائدة، فكانت له كلمة في المنتدى نفسه، ولكنه اختار توجيه الانتقاد إلى أداء الإدارة الأميركية بعد يومين من مذبحة كاليفورنيا، ورأى أن عليها «التوقف عن الجلوس على الجدار في الشرق الأوسط وبدء قيادة الحرب». وحذر يعلون من أن «إدارة أوباما تقف على الجدار، ودول الشرق الأوسط تضطر إلى التوجه إلى روسيا، وهو ما يشكل تحدياً عالمياً. أعتقد أن على الولايات المتحدة أن تقود المعركة، وسوريا هي نموذج»، مضيفاً: «للأسف، روسيا تملأ (الفراغ) هناك وتؤدي دوراً أكثر أهمية من الولايات المتحدة». ورأى يعلون أن إسرائيل لا تحب مشهد «توجه الملك الأردني عبدالله إلى موسكو، والمصريون يتوجهون إلى موسكو، والسعودية تتوجه إلى موسكو»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة لا تستطيع الجلوس على الجدار، خاصة أن هناك فراغاً يجري ملؤه في سوريا من قبل إيران أو من روسيا أو من داعش». وحول تدخل إسرائيل في هذا الصراع، أضاف: «إسرائيل في وضع دقيق في المنطقة، وليس لنا خلافات مع العرب، ولكن يوجد خلافات مع الفلسطينيين. إسرائيل تستطيع المساعدة من خلف الستار، كما فعلنا في الماضي وكما نفعل اليوم». وشدد يعلون أخيراً على أن «إيران هي العدو الأكثر خطورة من داعش، فهي عدوّ الجميع. داعش سيُهزم، ولكن إيران دولة إقليمية مع أيديولوجية خلاصية، وستكون أكثر قوة». ورغم أنه تحدث عن رفضه فكرة دولة واحدة لشعبين، فإنه كرر الحديث عن السقف السياسي للسلطة عندما قال إن «الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي هما مثل توأم سيامي». وفي المنتدى نفسه، حذرت مرشحة «الحزب الديموقراطي»، هيلاري كلينتون، من أنه رغم الادعاءات الإسرائيلية ضد رئيس السلطة، فإن «البديل من عباس من المحتمل أن يكون الأعلام السوداء لداعش». ودعت كلينتون الدول العربية إلى تحديث مبادرة السلام العربية التي عرضت عام 2002 والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وقالت كلينتون إنها ليست مستعدة للتنازل عن حل الدولتين، وإن حل الدولة الواحدة ليس حلاً، بل هو «وصفة لصراع بلا نهاية»، مضيفة في وصف الهبّة الشعبية: «هجمات السكاكين على الإسرائيليين هي عمليات إرهابية يجب إيقافها، وعلى قادة السلطة الفلسطينية التوقف عن التحريض ضد إسرائيل». في قضية أخرى، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن وزارة الخارجية أجرت، أمس، نقاشاً للرد على تصريحات وزيرة الخارجية السويدية، مارغوت فولستروم، التي قالت فيها إن إسرائيل تنفذ عمليات إعدام ضد منفذي هجمات الطعن الفلسطينيين من دون محاكمة. وأضافت الإذاعة أن «قيادات سياسية إسرائيلية عبّرت عن استيائها من هذه التفوهات، وأوضحت أن مواطني إسرائيل يواجهون الإرهاب الذي يستمد مرتكبوه التشجيع من مثل هذه المزاعم الكاذبة». وقال المدير العام لـ«الخارجية» دوري غولد: «آمل أن تفهم ستوكهولم أنه لا يمكن مواصلة الإدلاء بمثل هذه التفوهات ضد إسرائيل». كذلك كانت الخارجية الإسرائيلية قد استدعت سفير السويد لدى تل أبيب، قبل نحو أسبوعين، للاحتجاج على ربط الوزيرة السويدية هجمات باريس بالصعوبات التي تمر بها عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

  • «أبو مازن يقول إن احتلال أرض فلسطين بدأ من عام 1948!»

    «أبو مازن يقول إن احتلال أرض فلسطين بدأ من عام 1948!»

0 تعليق

التعليقات