صنعاء | تقترب قوات صنعاء من استكمال عملية تطويق مدينة مأرب من عدّة جهات، بعد تقدّمها في عدد من المواقع الاستراتيجية الواقعة في نطاق مديريتَي رحبة وجبل مراد القريبتَين من سدّ مأرب، وأيضاً في مشارف مدينة الجوبة جنوبَ مركز المحافظة، وسيطرتها النارية على هذه المدينة بعد إسقاطها جميع مناطق فرع رحوم المطلّة على الجوبة، وسط تقهقر القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وقيام السعودية بسحب ما تَبقّى لها من معدّات وأسلحة وبطّاريات «باتريوت» من معسكر صحن الجن غرب مأرب.
جاءت تصريحات الحاكم تزامناً مع إحياء صنعاء الذكرى السادسة لـ»ثورة 21 سبتمبر» (أ ف ب )

وأكدت مصادر قبلية في المحافظة، لـ»الأخبار»، تَمكّن الجيش واللجان الشعبية من إحراز تقدّم كبير في محيط مدينة مأرب، وسيطرتهما السبت الماضي، بعد معارك عنيفة، على مفرق هيلان الاستراتيجي ومنطقة الضيق الواقعة على مشارف المدينة من الجهة الغربية، و»اغتنامهما عدداً كبيراً من الأسلحة التي خَلّفتها قوات هادي». وأشارت المصادر إلى انسحاب العشرات من المقاتلين القبليين من أبناء قبائل مراد، أمس، من صفوف قوات هادي، احتجاجاً على تعرّضهم لقصف سلاح الطيران السعودي في منطقة الوشل، ما أدّى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة منهم.
ووسط أنباء عن وصول قيادات عسكرية إماراتية إلى مأرب خلال اليومين الماضيين، لمساندة رئيس أركان قوات هادي المحسوب على أبو ظبي، صغير بن عزيز، اشتدّت المواجهات في مختلف جبهات المحافظة، حيث حَقّقت قوات صنعاء تقدّماً في جبهات جنوب غرب مأرب، وتمكّنت من التوغّل في مناطق علفا والنقم ورحوم، وهي المناطق التي تفصل إدارياً بين مديريات رحبة والجوبة وجبل مراد، وفي جبهات شمال غرب مأرب حيث تَقدّمت خلال الـ48 ساعة الماضية باتجاه مناطق قبيلة عبيدة في أطراف مركز المحافظة. ووفقاً لمصدر عسكري، فقد سيطر الجيش واللجان على منطقة الحزمة الاستراتيجية، وتَقدّما باتجاه السحيل ووادي نخلا والفرع، كما خاضا مواجهات عنيفة مع قوات هادي شرق منطقة السحيل باتجاه نخلا. ولفت المصدر إلى أن قوات صنعاء شَنّت، الأحد، هجوماً واسعاً باتجاه منطقة إيدات الراء في الجبهة نفسها.
وعلى إثر قيام حزب «الإصلاح» بالدفع بثقله العسكري إلى جبهة العلم شرق صافر الواقعة شرقي مدينة مأرب خلال الأيام الماضية، واستعانته بمقاتلين من التيار السلفي وعناصر من «القاعدة» وفق المصادر، خاضت قوات الجيش واللجان الشعبية، خلال اليومين الماضيين، مواجهات عنيفة مع أولئك العناصر في الجبهة الشمالية في مأرب، وتحديداً في جبهات العلم والنضود، حيث تسود حالة كرّ وفرّ، بسبب الغارات الكثيفة التي تشنّها طائرات العدوان السعودي لمساندة ميليشيات «الإصلاح» وعناصر «القاعدة».
«أبو علي الحاكم»: على الجميع أن يعوا جيّداً هذه الرسالة، وأن لا تجرفهم أوهامهم أبعد من ذلك


على خطّ موازٍ، وفي ردّ على الضغوط الدولية التي تواجهها صنعاء لوقف هجوم مأرب، والمحاولات التي تبذلها قوى إقليمية لوقف تقدّم الجيش واللجان نحو مركز المحافظة، أكد رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في صنعاء، اللواء عبد الله يحيى الحاكم، في تصريح إلى موقع الجيش الأحد، أن «قرار تحرير مأرب قرار وطني سيادي»، مضيفاً أن «القرار السيادي اليمني خطّ أحمر»، وأن «صنعاء لن تسمح لأيّ كان بأن يتدخل في قراراتنا السيادية تحت أي مبرّر أو ادّعاء باهت، وعلى الجميع أن يعوا جيّداً هذه الرسالة، وأن لا تجرفهم أوهامهم أبعد من ذلك». ولفت الحاكم، المعروف بـ»أبو علي الحاكم»، إلى أن «الدول التي سارعت في الإعراب عن قلقها من التقدّم العسكري للجيش واللجان دول متورّطة في دعم ومساندة العناصر الإرهابيين في مأرب».
من جهته، جَدّد رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، مهدي المشاط، في كلمته التي ألقاها مساء الأحد بمناسبة الذكرى السادسة لـ»ثورة 21 سبتمبر»، حِرص قيادة حركة «أنصار الله» على تجنيب مدينة مأرب ويلات الدمار، مجدّداً عرض قائد الحركة، عبد الملك الحوثي، المُقّدم إلى المبعوث الأممي مارتن غريفيث، والمكوّن من تسعة بنود «لا تعدو كونها مطالب محقة واستحقاقات عادلة للشعب اليمني». وتنصّ مبادرة الحوثي، التي طرحها على كبار مشائخ مأرب في آذار/ مارس الماضي، على ضرورة وقف استخدام المحافظة كمنطلق عسكري من قِبَل تحالف العدوان إلى بقية المحافظات، وانسحاب جميع الميليشيات الموالية لـ»التحالف» من مأرب وتسليم زمام الأمور في مجال الأمن فيها إلى أبنائها، وضمان عدم حصول أيّ استهداف عسكري للمحافظة وإبقائها خارج الصراع، وإعادة صرف مخصّصات المحافظات من المشتقات النفطية والغازية كما كانت في السابق، وتخصيص إيرادات صادرات النفط والغاز لصرف مرتبات الموظفين، وإعادة تشغيل محطة الكهرباء لتستفيد منها مأرب وبقية المحافظات بشكل عادل، وعدم الاعتداء على أبناء المحافظة من الذين لا يتوافقون مع السلطة الحاكمة، وفتح طريق مأرب - صنعاء وتأمين المسافرين عبر مأرب وعدم عرقلة سفرهم. ووفقاً لمصادر قبلية، فقد استحسن المشائخ المبادرة، وحملوها إلى بقية الزعماء القبليين الذين لم يحضروا اللقاء لمناقشتها، إلا أن السعودية وَجّهت برفضها جملة وتفصيلاً، ولم تسمح بمناقشتها أصلاً.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا