ويكيليكس | الصحافي علي الأمين ليس مدرجاً على لائحة «الشيعة المعتدلين» أو «الشيعة المستقلين» في دفاتر السفارة الأميركية وحسب، بل هو أيضاً «متحدّث موثوق بكلامه وذو خبرة طويلة على الأرض»، حسب تصنيف عوكر. يظهر الأمين في لقاءاته واتصالاته بدبلوماسيي السفارة منذ عهد جيفري فيلتمان وميشيل سيسون في ما بعد كالرجل الشجاع الذي يتحدّى حزب الله في عقر داره، ويحافظ «بفخر» على تمويل حكومي أميركي لمجلته «شؤون جنوبية».
لكنه أيضاً يعطي معلومات عن حزب الله وطرق «تجنيده» للشباب في قرى الجنوب، ويغوص في تحليلات محلية وإقليمية.
الأمين متفق مع الأميركيين على أن «الحدّ من سيطرة حزب الله على جنوب لبنان يتطلّب بذل جهود على المدى الطويل، وبالتالي دعماً أميركياً طويل الأمد أيضاً».
وهو، كـ«شيعي مستقل»، يشكو أيضاً لسيسون من «تجاهل قوى ١٤ آذار له ولزملائه وعدم تقدير جهودهم واحتضانهم».
لا شيء يؤثر على الحسّ الصحافي عند الأمين، فهو أمدّ أحد الدبلوماسيين الأميركيين، على وقع دوي القنابل والصواريخ الإسرائيلية في ١٣ تموز من عام ٢٠٠٦، بمعلومات وتحليلات عن أسباب بدء الحرب ومن يقودها داخل الحزب (06BEIRUT2386).
حسب الأمين، «حزب الله يتألف من جناحين، أمني/عسكري وسياسي، وأحد شخصياته الأساسية هو عماد مغنية». الأمين يتابع تحليله بالقول إنه «في حين كان هناك توجه في حزب الله نحو الخيار السياسي، قرر الجناح الأمني/العسكري أن يستعيد السيطرة»، فكانت عملية خطف الجنديين الإسرائيليين. «طبعاً مع الأخذ في الاعتبار الحسابات الإيرانية الخاصة».
الأمين يضيف أن «البعض في الجناح العسكري لحزب الله يتشارك مع الإسرائيليين مصلحة في تدمير لبنان وإعادته٢٠ سنة إلى
الوراء».
وبعد عامين على حرب تموز، استمر الأمين بصفة «صحافية سلمية» بمدّ السفارة الأميركية بمعلومات وتحليلات عن حزب الله. وهو قال لسيسون في لقاء (08BEIRUT919) إن «الحزب لن يسلّم سلاحه حتى لو انسحبت إسرائيل من مزارع شبعا، لأن السلاح شأن إقليمي»، وإن «حزب الله يبدو في أوج قوته عندما تندلع المواجهات في لبنان، لكن عندما يكون الوضع هادئاً يبدو الأضعف».
الصحافي الجنوبي عبّر، في اجتماع ثان مع سيسون، عن «فخره» (08BEIRUT625) لكون مجلته هي من بين المشاريع التي تموّلها إحدى مبادرات الحكومة الاميركية.
وعندما سألته سيسون إن كان هذا الأمر يسبّب له أي مشاكل أو حساسية في المنطقة، أشار الأمين إلى أن «حزب الله تكلّم معه بهذا الشأن»، لكنه يصرّ على «إبقاء التواصل مع الحكومة الأميركية مفتوحاً».
الأمين اقترح مجموعة من النشاطات التي يمكن الأميركيين القيام بها في الجنوب، خصوصاً مع الشباب، للبدء بخطوات عملية لمواجهة حزب الله. الصحافي شرح أن «حزب الله يستهدف الشباب غير المتعلّمين والعاطلين من العمل لتجنيدهم».
وتابع «في النبطية مثلاً، يحدّد حزب الله لائحة ببعض الأهداف في القرى لتجنيدهم، فيقصدهم ويسلّمهم مبلغ ٥٠٠ دولار ومسدساً ويمنحهم شعوراً بالأهمية، قبل أن يشحنهم إلى معسكرات التدريب». وأشار أيضاً إلى أن «حزب الله يلعب على وتر تخويف الشيعة في لبنان من تجربة شيعة العراق مع السنّة، ويحذرهم من أن يكونوا هم اللاحقين».