مهدي السيّد
أعلن وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي، بنيامين بن أليعزر، أن «رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أكد له خلال محادثات بينهما قبل تأليف حكومته وبعده، أنه لا يعتزم إهمال المسار السوري، ويعتقد أن الخطة السياسية التي يعكف رئيس الحكومة على بلورتها تستند إلى حل الدولتين للشعبين». إلا أنه هدد أنه «إذا تبيّن لحزبه (العمل) أن نتنياهو خدعهم، فسيخرجون من الحكومة».
وتطرق بن أليعزر، في مقابلة أجرتها معه «هآرتس»، إلى شخصية نتنياهو، فأثنى عليه وقال إنه «سوف يفاجئنا جميعاً. فهذا ليس بيبي ذاته وهو أكثر انفتاحاً وصبراً وهدوءاً، ولم يعد فزعاً ولا متعنتاً. لقد تغيّر، وهو يدرك أنه لا يمكنه أن يسمح لنفسه بسقوط آخر مثلما حدث له في الولاية السابقة في رئاسة الحكومة».
وفي الشأن الإيراني، لفت بن اليعزر إلى أنه ونتنياهو «متفقان على أن حل قضية البرنامج النووي الإيراني ليس عسكرياً، وإنما هو حل سياسي».
في هذا الوقت، يستعد زعيم حركة «شاس»، إيلي يشاي، لتقديم تصور سياسي خاص بحركته. وذكرت صحيفة «معاريف» أن «المسار الخاص ليشاي يقوم على أساس نموذج العراق (أو العراق أولاً) وأساسه: دور أميركي نشيط على الأرض لغرض استقرار كيان سياسي وأمني فلسطيني حقيقي، من خلال اعتماد الطريقة ذاتها التي انتهجها الأميركيون في العراق».
وبحسب يشاي، فإن على الأميركيين أن «يشاركوا في الحكم الفلسطيني والنشاط الميداني لتعزيز البنية التحتية السلطوية. وعندها فقط إخلاء المنطقة». وبعد ذلك فقط، يحظى الفلسطينيون بما سمّاه يشاي «كياناً قومياً فلسطينياً»، أي دولة فلسطينية إلى جانب «دولة إسرائيل».
وأشارت «معاريف» إلى أن أساس الخطة السياسية المذكورة يتطلب جملة من العناصر، أهمها «تفاهم أوّلي بين إسرائيل والولايات المتحدة على شكل المعالجة الأميركية للمسألة النووية الإيرانية؛ والتشديد على الدمج بين النشاط الاقتصادي والتعزيز السياسي؛ عمل قوات أميركية على الأرض بالتداخل مع قوات فلسطينية؛ إقامة أجهزة عمل محلية متداخلة أميركية ـــــ فلسطينية؛ منظومة سلطوية جديدة يقيمها الأميركيون وتكون خاضعة للقيادة الفلسطينية في ظل استخدام قوات حفظ النظام والإدارة على الأرض». ويقدر يشاي أن «تستغرق العملية نحو خمس سنوات».
على صعيد آخر، واستعداداً للقاء الأول المرتقب بين الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ونظيره الأميركي باراك أوباما الاثنين المقبل في البيت الأبيض، اتفق بيريز ونتنياهو أول من أمس على المواضيع التي سيطرحها الأول مع أوباما، وهي: الموضوع النووي الإيراني، والمسيرة السلمية مع الفلسطينيين وتوسيع التعاون الاستراتيجي.
وأضافت «معاريف» أن «بيريز سيقول لأوباما أنه إذا نجح الحوار الأميركي مع إيران، فسترى إسرائيل في ذلك إنجازاً هاماً»، لكنه سيحذّره من الاستغلال السافر للحوار من جانب طهران، مقلّلاً في الوقت نفسه من جدوى الخيار العسكري.