يبدو أن القلق يساور الإسرائيليين هذه الأيام من اتفاق محتمل بين طهران وواشنطن، قد يكون على حساب «أمن الدولة العبرية»، كما يرى زعماء الكيان، الذين باتوا يصرّحون يومياً محذرين من الخطر النووي الإيراني
يحيى دبوق
حذّر رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إيران، غداة بدئها تجريب محطة بوشهر النووية، مشيراً إلى أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها ضد أي تهديد إيراني.
وقال أولمرت، في حديث بثته الإذاعة الرسمية أمس، إن إسرائيل «بلد قوي، وقوي جداً، ونملك قدرات (عسكرية) يصعب تصور مداها وكثافتها»، مضيفاً أن «إسرائيل ستعرف كيف تدافع عن نفسها في كل الأوضاع، وضد كل التهديدات وضد كل عدو، ولا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك، لكن صدقوني أعرف ما أتحدّث عنه».
وكانت تهديدات مماثلة أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، أول من أمس، قد عبرت عن تنامي القلق الإسرائيلي في ظل التطورات الجديدة الطارئة على الملف النووي الإيراني.
وفي السياق نفسه، أشار مراسل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة الإسرائيلية، آلون بن دافيد، إلى أن «الإيرانيين على الطريق نحو القنبلة النووية، وليس هناك إشارة إلى أن أحداً ما سوف يعمد الى إيقافهم، علماً بأن النافذة الزمنية من ناحية إسرائيل تضيق شيئاً فشيئاً»، مضيفاً أن «الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستضطر إلى مواجهة الملف النووي الايراني، ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين يتحدثون عن أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، إلا أن إمكانات إسرائيل في إيقاف المساعي الإيرانية، محدودة جداً».
وأضاف المراسل أن «إسرائيل لن تقدم خلال الأشهر الثمانية أو العشرة المقبلة، على إزعاج إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما في مسار المحادثات المنويّ إجراؤها مع الإيرانيين، لكن إذا تبيّن بعد عام أن المفاوضات لم توصل إلى أي نتيجة، وواصلت طهران تخصيب اليورانيوم، فعلى إسرائيل أن تتخذ قراراً، لن يكون سهلاً، لأنه مرتبط بالعلاقات بين (رئيس الوزراء المكلف بنيامين) نتنياهو والإدارة الأميركية»، مشيراً إلى أنّ من الصعب جداً تنفيذ هجوم عسكري على إيران من دون دعم الولايات المتحدة.
في السياق، قال التلفزيون الإسرائيلي إن «المسؤولين يرون ضرورة إتاحة الفرصة أمام الإدارة الأميركية الجديدة لبلورة مسار دبلوماسي حيال إيران، لكن رغم ذلك فمن المتوقع لإسرائيل أن تصل إلى نقطة تحسم فيها خياراتها، باتجاه تنفيذ ضربة إلى إيران، أو عدم تنفيذها»، مشيراً إلى أن «المهمة الأساسية لحكومة نتنياهو هي مواصلة الإعداد للضربة العسكرية لإيران، وإقناع الأميركيين بعدم فرض «فيتو» عليها، وذلك إذا بدا أن المسار الدبلوماسي الأميركي لن يجدي نفعاً مع إيران».
في غضون ذلك، قالت صحيفة «يديعوت آحرونوت» إن «الحماسة الإسرائيلية والتصريحات التي يُفهم منها أن إسرائيل تفكّر بالخيار العسكري، تدلّ على أن الجميع يريدون أن يخرجوا رجالاً، وأن يظهروا كجنرالات يسارعون إلى المعارك»، مضيفة أن هناك «طريقاً آخر لتفسير التصريحات الإسرائيليّة (حيال إيران)، التي تبدو كدعوة للآخرين بأن أمسكوا بي، موجهة إلى آذان أميركية وأوروبية، فإذا لم تعملوا على وقف المشروع النووي الإيراني، فإننا سنتسلم زمام المبادرة».
ورأت الصحيفة أن التهديدات الإسرائيلية تتسق مع تقدير وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، التي ترى أن «الولايات المتحدة وأوروبا ستتخذان خطوات حازمة بحقّ إيران، فقط إذا كانتا مقتنعتين تماماً بأن إسرائيل مستعدة للانطلاق في هجوم بقواها الذاتية» على المشروع النووي الإيراني.