أعطى الاتحاد الأوروبي أمس الضوء الأخضر لأول عملية بحرية وجوية في تاريخه لمكافحة أعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال وخليج عدن، وهو ما أثار حفيظة اليمن، الذي أعرب عن قلقه من تدويل الأمن في البحر الأحمر.ووافق وزراء الدفاع الأوروبيون رسمياً على عملية «يوناف فور أتلانتا» المتوقع أن تبدأ قبالة سواحل القرن الأفريقي في كانون الأول في التاريخ الذي ينتهي فيه العمل بالقرار الدولي 1816 بشأن القرصنة، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي.
وفيما لم تعرف بعد تشكيلة «يوناف فور أتلانتا» بدقة، أعلنت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا مشاركتها فيها. وقد تفكر خمس أو ست دول أخرى بالمساهمة فيها.
وستضم عملية «أتلانتا»، بحسب دبلوماسيين، سبع سفن على الأقل، مدعومة بطائرات استطلاع. ويبقى تعيين القائد التكتيكي للعملية، وقد قدمت إسبانيا ترشيحها لذلك.
وستحل عملية «أتلانتا» محل السفن الثلاث: الإيطالية واليونانية والبريطانية التي تقوم بدوريات باسم حلف شمال الأطلسي منذ نهاية تشرين الأول. وقد تتعاون أيضاً مع فرقاطة روسية ووحدات من دول آخرى مثل الهند.
وتتمثل إحدى مهمات السفن الحربية في مواكبة سفن برنامج الأغذية العالمي التي تنقل مساعدات إنسانية حيوية لأكثر من مليوني صومالي. وستمثّل عملية «أتلانتا» سابقة قانونية، لأنه أُوجد «إطار عام» على مستوى الاتحاد الأوروبي لتسوية مسألة الأشخاص الذين ستقبض عليهم سفن الوحدة الأوروبية. إذ ستتمكن سفينة أوروبية بعد اعتقالها قراصنة لا تسمح لها قوانينها باحتجازهم، من نقلهم إلى سفينة دولة أوروبية أخرى يحق لها اعتقالهم ومحاكمتهم. ويمكن تسليم الموقوفين إلى الصومال أو دولة مجاورة، شرط إعطاء ضمانات بعدم إعدامهم أو إساءة معاملتهم.
وفي أول ردود الفعل على إطلاق هذه العملية، أعرب وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، أمس، عن قلق صنعاء إزاء تعاظم الوجود العسكري البحري الأجنبي بالقرب من بلاده، مؤكداً أنه يتعين على دول المنطقة أن تعالج مشكلة القرصنة، لا القوات الخارجية.
وقال القربي إن «الوجود العسكري المكثف والمتعدد الجنسيات في المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر يثير القلق». وأشار إلى «مخاطر ذلك على الأمن القومي العربي، وما قد يمثله من مقدمة لإمرار مشروع تدويل مياه البحر الأحمر الذي سبق أن اقترحته إسرائيل وقوبل برفض عربي».
وذكر القربى أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يقوم بتحرك «لبلورة موقف عربي موحد تجاه ما يجري من حشود عسكرية وأعمال قرصنة في مياه البحر الأحمر». كذلك، أشار إلى أن بلاده اتخذت «سلسلة من التدابير والإجراءات الاستباقية بهدف مواجهة القرصنة».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)