Strong>أصبحت القرصنة البحريّة تمثّل تهديداً حقيقياً في العالم اليوم، حيث المجتمع الدولي مشغول في مكافحة هذا الخطر، ولو كان سيضطر لاستخدام «ألدّ أعدائه» الإسلاميين في هذه المعركةدعت الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ«حركة الشباب» في الصومال، أمس، القراصنة الذين يحتجزون ناقلة النفط السعودية منذ 15 تشرين الثاني، إلى الإفراج عنها، وإلا فسيواجهون «تحركاً مسلحاً».
وقال المتحدث باسم «الشباب» في منطقة هرارديري، شيخ أحمد: «إذا أراد القراصنة السلام، فالأفضل أن يفرجوا عن ناقلة النفط»، مهدداً بأن الحركة ستلجأ إلى «التحرّك المسلّح».
أمّا المتحدث باسم الإسلاميين، عبد الرحيم عيسى آدو، فقال لـ«رويترز»: «لقد أعددنا مقاتلينا. الخطوة الأولى هي عزل القراصنة في الداخل عن أولئك الذين على متن السفينة السعودية من خلال تقييد إمداداتهم وقطع خطوط اتصالاتهم».
لكن الإسلاميين، الذين يخوضون قتالاً مع حكومة الصومال المدعومة من الغرب منذ نحو عامين وتقدموا ببطء نحو العاصمة مقديشو، يسودهم الانقسام.
وقال سكان هرارديري إن مجموعة أخرى من الإسلاميين وصلت إلى البلدة ولديها أهداف أخرى. وأوضح أحدهم أن «مجموعة من الإسلاميين اجتمعت مع بعض القراصنة هنا وطلبت منهم نصيباً في الفدية»، مضيفاً أن «القراصنة وعدوهم بإعطائهم شيئاً بعد أن تسَدد الفدية. لكن لا اتفاق حتى الآن».
في المقابل، ردّ القراصنة بأنهم لا يخافون من هذه التهديدات. وقال أحد الخاطفين، ويدعى محمد سعيد: «نحن شباب البحر، ولا نخاف شباب البر. إذا حاول أحد مهاجمتنا، فسيكون ذلك بمثابة انتحار». وأضاف: «لست على السفينة في الوقت الحاضر لأنني أنسّق ما يجري على اليابسة»، مضيفاً: «هناك طليعة صغيرة من الشباب على الأرض، لكن وجودنا قوي أيضاً». وتابع: «إن كل صومالي يكنّ احتراماً كبيراً للمملكة العربية السعودية المقدسة. ليس لدينا أي شيء ضدها، لكن للأسف، إن ما يجري ليس سوى بيزنس (أعمال) بالنسبة إلينا، وآمل أن يفهم السعوديون ذلك».
وأدى تصاعد الهجمات قبالة الصومال هذا العام إلى ارتفاع تكاليف التأمين الملاحي وجعل بعض الشركات تبحر حول جنوب أفريقيا بدلاً من المرور في قناة السويس.
وفي السياق، قال مسؤول في قناة السويس إن «القرصنة لم تؤثر حتى الآن على عائدات القناة»، متوقعاً أن «يحدث تراجع فعلي بفعل النتائج المترتبة على أعمال القرصنة».
إلى ذلك، قُتل سبعة أطفال أول من أمس، عندما انفجرت قذيفة هاون أطلقتها القوات الإثيوبية على ميدان رياضيي في مقديشو، بحسب مواطنين في العاصمة الصومالية.
وقال الشاهد العيان، أحمد علي عمر إن «الأطفال كانوا يلعبون كرة القدم، وإن ثلاثة منهم قتلوا. وكذلك قتل أربعة من أطفال الجيران».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)