strong> يحيى دبوق
توقّع رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داغان أن تواجه إسرائيل عام 2008 تهديداً متفاقماً على كل الجبهات المحيطة بالدولة العبرية، وحذر من أن إيران ستصل إلى القدرة النووية العسكرية خلال ثلاث سنوات، بسبب إصرارها على امتلاك السلاح النووي وأيضاً لدعمها أطرافاً مثل سوريا وحزب الله وحركة «حماس»، «تمدّها بالمال والتكنولوجيا والاسلحة».
وأضاف داغان، الذي كان يعرض أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أول من أمس تقديراً للوضع الاستخباري لعام 2008، أن «إيران ستصل إلى القدرة النووية العسكرية خلال ثلاث سنوات، وأنها تمثّل اليوم التهديد المركزي لدولة إسرائيل، وذلك ليس بسبب امتلاكها السلاح النووي وحسب، بل أيضاً بسبب تأثيرها على مصادر التهديد الوشيكة على إسرائيل، على غرار حزب الله وسوريا وحماس».
وأشار داغان إلى أن «إيران تعمل على مسارين اثنين: الأول يهدف إلى امتلاك قدرة تكنولوجية من أجل تخصيب وتحويل اليورانيوم. والثاني يهدف إلى تطوير صواريخ بالستية طويلة المدى، مع تطوير لقدرتها على حمل» أنواع مختلفة من الرؤوس المتفجرة. لكنه شدد على أن «المسافة التي تفصل إيران عن تحقيق القدرة النووية العسكرية الكاملة، هي ثلاث سنوات فقط، رغم أن الإيرانيين لم يتوصلوا بعد إلى القدرة التكنولوجية الكاملة في ما خص التخصيب».
وقال داغان إن «سوريا وحزب الله قد راجعا الدروس المستخلصة من حرب لبنان الثانية، وتوصلا إلى نتيجة مفادها أنهما لا يستطيعان إخضاع إسرائيل ومواجهة قدرتها النارية الهائلة، ما دفعهما إلى الاستثمار في تطوير صواريخ قادرة على إصابة الداخل الاسرائيلي الذي يعتبرانه نقطة ضعف إسرائيل».
وتابع داغان إن «الصواريخ تمثّل اليوم تهديداً جوهرياً أكثر مما كانت عليه في الماضي، فسوريا تحسّن منظومتها الصاروخية وكميات الصواريخ الموجودة لديها هي الآن ضعف ما كانت عليه قبل سنتين»، مشيراً إلى أن «إيران تعمل على تحسين تعاونها مع سوريا، وخاصة في موضوع التنسيق ونقل المعلومات، إضافة إلى تزويد الفلسطينيين بالأسلحة والتقنية والتدريبات اللازمة، وتحديداً في قطاع غزة، ما ينعكس قدرة فلسطينية على تطوير ذاتي للسلاح المدفعي المنحني».
وحول التقرير الاستخباري الاميركي الذي أعلن أن إيران أوقفت نشاطاتها النووية العسكرية عام 2003، قال داغان إنه «شكل موجة سياسية ملغومة انعكست سلباً على دول أوروبا التي سلمت بنووي إيراني مدني، ما سحب البساط من تحت الجهد السياسي لإحباط المشروع النووي الإيراني وترك إسرائيل وحدها في مواجهة التهديد».