strong>يحيى دبوق
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أمس إن «العالم الصديق لإسرائيل، الذي يدعمها بحق، هو العالم الذي عندما يتحدث عن المستقبل، فهو يتحدث عن إسرائيل على أساس حدود عام 1967، ويتحدث عن تقسيم القدس»، في تلميح منه إلى أن الدولة العبرية قد لا تجد خياراً أمامها سوى الموافقة على تقسيم القدس في إطار اتفاق سلام يجري التوصل إليه في المستقبل مع الفلسطينيين.
ورغم كلام أولمرت على حدود عام 1967، الذي يهدف إلى تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لتقبل تخفيف السيطرة الإسرائيلية على القدس المحتلة في إطار الاتفاق العتيد مع الفلسطينيين، شدد أولمرت على أن «إسرائيل لن توافق على العودة إلى حدود ما قبل حرب 1967»، مشيراً إلى أنها «تعتزم الإبقاء على أكبر مستوطناتها في الضفة الغربية، وهي مستوطنة معاليه أدوميم القريبة من القدس، في أي اتفاق سلام» يجري التوصل إليه مع الفلسطينيين.
وقال نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون، المقرب من أولمرت، إنه «سيتعين على إسرائيل أن تتفاوض في المستقبل على نظام خاص يحكم بعض المواقع المقدسة في البلدة القديمة في القدس».
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، خلال جولة على مواقع عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، إن «الحواجز المقامة على الطرقات (في الضفة) أثبتت فعاليتها ولن تزال في المستقبل القريب». ورغم أنه قال إن «وزارة الدفاع (الإسرائيلية) ستعمد إلى تخفيف القيود على الفلسطينيين وستحسن سبل حياتهم»، إلا أنه شدد على أهمية الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة، مشيراً إلى أنه «لا يوجد طريقة لخوض معركة فعالة ضد الإرهاب من دون سيطرة حقيقية ويومية على الأرض».
وأضاف باراك: «إننا نحاول فتح حواجز الطرق ونقاط التفتيش في الطرق لتيسير الأمور، عندما يتعلق الأمر بالحياة اليومية للفلسطينيين»، مشيراً إلى أنه «في الوقت الحالي أُزيلت العشرات من الحواجز، وكذلك نقطتان من بين 16 نقطة تفتيش رئيسية، وقد نقدم على المزيد من التنازلات هنا أو هناك».
وتحدث باراك إلى جنود إسرائيليين من لواء غولاني المنتشر بالقرب من مدينة نابلس في الضفة الغربية، مشيراً إلى وجوب «ضمان أمن مواطنينا، في المنطقة الوسطى (من إسرائيل) وفي كل أنحاء البلاد، وبالتالي لن نوقف إشرافنا على حركة المرور، ولن نجمد عملياتنا (العسكرية) في المناطق». وشدد على أن المهمة الأساسية أمام الجيش الإسرائيلي هي «استهداف (حركة) حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهناك العديد من الإرهابيين الذي يمتلكون حافزاً قوياً للقيام بهجمات إرهابية، لكن من دون (معلومات) استخبارية وسيطرة على الأرض، فسنرى مزيداً من الهجمات كتلك الذي ذهب ضحيتها زولدان واميهاي ورابين»، مشيراً إلى العملية الأخيرة التي نفذها الفلسطينيون قبل أيام بالقرب من مدينة الخليل في الضفة.
وأضاف باراك، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، إن «إسرائيل ستتابع عن كثب السلطة الفلسطينية في ما يتعلق بتعهدها محاكمة اثنين من المشتبه بهم في مقتل الجنديين الإسرائيليين» يوم الجمعة الماضي، مشيراً إلى أنه "يجب عليهما أن يتعفنا في السجن حتى آخر يوم من حياتهما، وإذا لم تجدهما السلطة الفلسطينية فإن الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستعرف كيف تضع أيديها عليهما».