strong>يحيى دبوق
توقعات بحرب أميركية على المنطقة تستهدف إيران الشهر المقبل. استعدادات في طهران ودمشق وحتى لدى حزب الله لها، مع مخاوف من تورط إسرائيلي فيها. هذه آخر تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حول أوضاع المنطقة، التي تشير أيضاً إلى بوادر انقسام داخل «حماس» على خلفية المواقف من مبادرة السلام العربية

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي عاموس يدلين أمس إن اسرائيل ترصد استعدادات دفاعية من جانب حزب الله وسوريا وايران تحسباً لنشوب حرب تبادر اليها الولايات المتحدة في المنطقة، مشدداً على وجوب الجهوزية والحذر، رغم تأكيده أن حزب الله لا يتطلع الى مواجهة مع اسرائيل، بعد العدوان الأخير على لبنان.
وأضاف يدلين، في تقرير استخباري قدمه أمس إلى الحكومة الإسرائيلية، إن سوريا وايران وحزب الله «لا يستعدون لحرب يبادرون اليها هم، بل يجرون استعدادات دفاعية لاحتمال نشوب حرب في الصيف المقبل، تبادر اليها الولايات المتحدة وليس اسرائيل» ضد ايران، مشيراً الى أن هذه الأطراف الثلاثة «لا تستعد لحرب تشنها اسرائيل».
وأكد يدلين أن إسرائيل تتابع عن كثب هذه الاستعدادات، لكن بحرص، تحسباً من أن تفسر هذه الأطراف خطوات اسرائيل بشكل خاطئ، مذكراً بحرب الأيام الستة عام 1967 «عندما وصلنا الى حرب لم يشأ أحد الوصول اليها بسبب ضلوع عدد كبير من اللاعبين فيها». وأوضح أن «أي تحركات تقوم بها الدولة العبرية قد تفسر خطأ من جانب جاراتها على أنها مؤشر إلى نيات عدوانية».
وفي السياق، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول حكومي إسرائيلي قوله انه «اذا ما شن الأميركيون هجوماً على ايران، فإن حزب الله وسوريا سيعتقدان أن تلك الخطوة تمت بالتنسيق مع اسرائيل، وسيتوقعان ان تهاجمهما هي كذلك».
وتطرق يدلين الى حزب الله وما وصفه بالاستعدادات التي يجريها في لبنان، معتبراً أن مقاتلي الحزب «يحافظون على وقف اطلاق النار لأن حزب الله لا يتطلع الى مواجهة اخرى مع اسرائيل بعد حرب لبنان الثانية في تموز الماضي». لكنه أضاف إن «الحزب يعكف على اعادة التسلح شمال نهر الليطاني، الخارج عن سلطة قوات حفظ السلام الدولية، إضافة الى بناء القوة التي تسير بخطى حثيثة استعداداً للحرب في الصيف».
وفي ما يتعلق بسوريا، رأى يدلين أنها تشعر بأن الوضع من الناحية الدولية قد تحسن بالنسبة اليها. وأضاف إن «رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوتسي ومسؤولين آخرين يتوجهون لزيارة دمشق كما أن مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا كان هناك»، مشدداً على أن السوريين «يرون أنفسهم في حال أفضل رغم المحافظة على عزل دمشق، وخصوصاً بعد القمة العربية في الرياض ويشعرون بأنهم يسيرون في طريق كسر العزلة الدولية».
وتطرق يدلين الى العقوبات الدولية على ايران، التي رأى أنها لا تؤثر عليها بالشكل الكافي، مشيراً الى أن بإمكان طهران مواجهة هذه العقوبات رغم صعوبتها عليها. لكنه شدد على أن «ما يقلق الايرانيين هو العقوبات الاقتصادية التي تُفرض من دون علاقة بقرار مجلس الامن الدولي، وهذه خطوات يقوم بها الأميركيون والاتحاد الأوروبي وتقلق الإيرانيين كثيراً».
وتناول يدلين كذلك الأوضاع الفلسطينية. وقال إن «رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية يستخدم تكتيك الفصل بين حكومة حماس المعتدلة وحركة حماس الأكثر تشدداً»، مشيراً الى أن «هنية عاد من القمة العربية في الرياض بلغة أكثر تطرفاً وألمح الى احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة اذا لم يرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإذا لم تحظَ حكومته باعتراف دولي». لكنه شدد على أن «ثمة محافل في حركة حماس غير راضية عن عملية اتخاذ القرار وأن الذراع العسكرية لحماس قد استأنفت نشاطها وسجلت عمليات تجديد لزرع العبوات الناسفة».
وعما رأى أنه تصدّع داخل «حماس»، قال يدلين إن هناك بعض الجهات الفلسطينية غير راضية عن المبادرة العربية، وإن هناك أطرافاً في الحركة الفلسطينية ترى أن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل يقترب من «المواقف العرفاتية وأن عدداً من بين هؤلاء كمحمود الزهار معارض لمشعل وللقيادة العسكرية».
الى ذلك، قالت مصادر أمنية إسرائيلية للقناة السابعة الإسرائيلية (إذاعة المستوطنين)، تعليقاً على التقديرات المتعلقة بالحرب في المنطقة إن «المعطيات المتوافرة بين أيدي الاستخبارات (الاسرائيلية) تبين أن الولايات المتحدة لم تعد في المكانة العليا التي كانت عليها سابقاً، في مقابل المحور الراديكالي الآخذ في التشكل في المنطقة، والذي يستخدم الإرهاب كأداة لتحقيق أهدافه، وهو ما يمثّل دافعاً كبيراً لحصول تدهور اقليمي في الشرق الأوسط».
ورداً على بروز الدور السعودي بعد القمة العربية في الرياض، أضافت المصادر الأمنية الإسرائيلية، ومن دون تفصيل اضافي، إن «ثمة احتمالاً لنشوب صدام بين السعودية ومصر على خلفية الهيمنة على المنطقة».
وتابعت المصادر الأمنية الإسرائيلية إن «الجيش الاسرائيلي يرصد تهديدين على الدولة العبرية، الاول يتعلق بالتهديد للجبهة الداخلية الإسرائيلية حيث تنشد الأطراف (المعادية) سكان اسرائيل، والثاني يتعلق بالاستعدادت للإضرار بإنجازات الجيش الاسرائيلي وتطوير القدرات قبالته».
وأشار مصدر أمني إسرائيلي، للإذاعة نفسها، إلى أن إسرائيل ترصد توجهاً لدى حركة «حماس» للمواجهة، مضيفاً إن «المعطيات الاستخبارية تفيد بأن حركة حماس، اضافة الى الجهاد الإسلامي، ضالعتان في عمليات إطلاق النار وإطلاق صواريخ القسام على اسرائيل، وفي الآونة الأخيرة سجلت عمليات بادرت اليها حماس، بالتوازي مع تعاظم قدرة المنظمات الإرهابية في غزة وحفر الأنفاق وتهريب السلاح».