علي حيدر
بعدما تخلّى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، عن التزام المسار السياسي الثنائي على الساحة الفلسطينية، لصالح خطة التجميع في الضفة الغربية، يعود اليوم، وبعدما نُحّيت الأخيرة جانباً، الى محاولة بث الحياة في هذا المسار.
فقد رأى أولمرت، خلال جلسة حكومته الأسبوعية أمس، أن على إسرائيل البحث "عن طرق لتجديد عملية السلام، من أجل خلق أفق جديد أمام الفلسطينيين". أضاف إنه "لا يكفي الحديث فقط عن مساهمات إنسانية، بل عن خطة سياسية من أجل شعوب المنطقة"، مشدداً على أنه "ينبغي العمل وفق خريطة الطريق وتطبيق القرار 1701 من أجل خلق واقع جديد" في المنطقة.
أما وزيرة التربية والتعليم يولي تمير(حزب العمل) فعبرت من جهتها، في أعقاب كلام أولمرت، عن تأييدها لما ورد على لسانه، مشيرة إلى «أننا نؤمن بأن الحوار هو الطريق الوحيد لتعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة".
وأشار الوزير يتسحاك هرتسوغ (العمل) إلى أنه "خصوصاً بعد المواجهات التي مررنا بها، هناك فرصة لعملية سياسية. ويجب فحص هذا الإمكان بعمق»، مضيفاً إن «عقد لقاء بين رئيس الوزراء والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن يمكن أن يكون دافعاً لتحريك عملية السلام، وخريطة الطريق هي ما هو متوافر الآن".
وكشف أولمرت، خلال جلسة الحكومة، أنه اقترح على عباس، خلال الحرب، أن يلتقيه ولكن الأخير لم يعرب عن استعداده للقيام بذلك. ولفت الى أنه أصبح "من الواضح أن ما كنت على استعداد للقيام به قبل خطف جلعاد شاليط، لم يعد ممكناً تنفيذه اليوم، وما دام شاليط لم يحرر فمن غير الممكن تحرير أسرى فلسطينيين".
ولوحظ أن أولمرت لم يطرح مرة أخرى موضوع تعيين لجنة فحص الحرب على لبنان، برئاسة رئيس الموساد السابق ناحوم ادموني، على طاولة جلسة الحكومة الأسبوعية. وهو ما يعكس استمرار الأزمة وتفاقمها حول طبيعة اللجنة وصلاحيتها وربما الى حد أن القضية لا تزال، من الناحية النظرية على الأقل، مفتوحة على احتمالات متعددة.
بدورها، رأت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أن "سوريا تواصل القيام بدور مثير للجدل في المنطقة"، مشيرة، على سبيل المثال، إلى «منع السوريين عبر (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) خالد مشعل، من تحرير الجندي جلعاد شاليط». أضافت إن إسرائيل "وجهت رسائل الى السوريين، عبر أقنية مختلفة، بأنه ينبغي لها التعاون من أجل تنفيذ القرار 1701".
في هذا السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن موضوع المفاوضات بين إسرائيل وسوريا كان من جملة ما طرح خلال زيارة الوفد الإسرائيلي الأسبوع الماضي، برئاسة يورام تروبوبيتش والمستشار السياسي شالوم ترجمان، الى واشنطن، مشيرة إلى أن «الأميركيين عبِّروا عن رفضهم إجراء أي مفاوضات مع (الرئيس السوري بشار) الأسد المصنف أميركياً بأنه: أسير تماماً في أيدي الإيرانيين».
وكان قد التقى نظيره البريطاني طوني بلير، وأكد أمامه أنه على استعداد للقاء أبو مازن من دون أي شروط مسبّقة، مضيفاً إن خريطة الطريق هي الأساس والإطار لأي عملية سياسية في الشرق الأوسط، وأوضح أنه مستعد للعمل إلى جانب الرئيس الفلسطيني من أجل تطبيقها.
أما في ما يتعلق بالموازنة وتركيبة الائتلاف الحكومي، فقال مصدر مقرب من أولمرت إن تصويت وزراء حزب العمل على الموازنة سيكون له وزن خاص من جهة تحديد مستقبل الائتلاف الحكومي. أضاف "يجب أن نرى كيف سيتصرف حزب العمل بشأن الموازنة من أجل دراسة مستقبل الشراكة بيننا".
كما قدرت مصادر مقربة من أولمرت أن التغييرات في الائتلاف الحكومي ستجري بعد التصويت على الموازنة، موضحة أن رئيس الوزراء معني الآن بالانتهاء من الموازنة وبعد ذلك سيتفرغ للتفكير في كيفية حل قضية الائتلاف. ويعتقد كثير من المقربين من أولمرت أنه سيكون من الصعب، بحسب التركيبة الحالية للائتلاف، المصادقة على الموازنة في الكنيست، وذلك بسبب مطالب شركاء الائتلاف بحجّة الاستقلالية في القرار لدى أعضاء حزب العمل وممثليهم في لجنة المالية في البرلمان.
وفي الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات من حول أولمرت، مؤيدة فض الشراكة مع وزير الدفاع عمير بيرتس وحزب العمل، تُبذل جهود في أوساط الأخير لتقليص الفجوات مع حزب كديما بشأن الموازنة. وسبق لبيرتس أن أوضح أن ليس في نيته الانسحاب من الحكومة.