مقالات مرتبطة
ومع سقوط الخيار العسكري، عادت الرياض مجدّداً إلى الترويج لمطلبها عبر تسريبات إعلامية، تحدّثت فيها عن تقديمها عرضاً (خلال مباحثات بين وفد صنعاء المفاوض في مسقط ومسؤولين سعوديين عبر دائرة تلفزيونية) بوقف إطلاق النار مقابل موافقة "أنصار الله" على إقامة منطقة عازلة في الحدّ الجنوبي، متجاهلة أن الحركة أطلقت مبادرة شاملة في حزيران/ يونيو الماضي، تشترط فيها التفاوض مع السعودية على قاعدة الندّ للندّ. ووفقاً لنصوص مبادرة السلام المُقدّمة من صنعاء للأمم المتحدة، فإن ثاني أهمّ بنودها، بعد وقف إطلاق النار، ينصّ على التزام دول العدوان بسحب القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية كافة، من دون أيّ استثناء.
تخشى الرياض من موقف «أنصار الله» الضبابي من «اتفاق جدّة»
وردّت صنعاء على التسريبات السعودية بعدّة رسائل، كان أبرزها ما جاء على لسان رئيس "المجلس السياسي الأعلى"، مهدي المشاط، الأربعاء الماضي، من أن طريق السلام في اليمن يبدأ من الجوانب الإنسانية، و"إن أراد السعوديون أن يشعروا بالتفاؤل، فعليهم الدخول إلى بوابة السلام عبر هذه الجوانب". وعلّق المشاط على إعراب مندوب السعودية في مجلس الأمن عن تفاؤله بخطوات السلام، بالقول: "لا يجب أن يشعر المندوب السعودي في مجلس الأمن بالتفاؤل، وأقول له تفاؤلك في غير محلّه طالما استمرّ العدوان والحصار".
ويرى مراقبون في إصرار الرياض على إنشاء المنطقة العازلة بين اليمن والسعودية بعرض 20 كيلومتراً، دليلاً على تخوّفها من تعاظم قوة "أنصار الله" ــــ وخصوصاً في ظلّ تآكل مكاسب الأطراف الموالية للعدوان على الأرض ــــ، واحتمال تمكّنها من تأليف حكومة مركزية قوية بأجندة معادية للسعودية. ويرى المراقبون أن الرياض تسعى إلى استدراج الحركة وإبرام اتفاق معها حول منطقة فاصلة بين البلدين، كون موقف "أنصار الله" ضبابياً من "اتفاق جدة" المُوقّع بين الجانب السعودي والنظام السابق، والذي تنازل فيه الأخير عن 420 ألف كيلومتر من الأراضي اليمنية في جيزان ونجران وعسير. يضاف إلى ذلك أن السعودية تمدّدت على الأرض في مناطق حدودية غنية بالنفط، وهي تسعى بموجب الاتفاق إلى تثبيت سيطرتها على تلك المناطق، وتحديداً حقل حرض النفطي في محافظة حجة، ومواقع نفطية متعدّدة في المناطق الحدودية في محافظة الجوف، فضلاً عن أنها تسعى ليشمل الاتفاق صحراء الربع الخالي وبحيرة النفط فيها.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا