بعد التراشق بالاتهامات وتبادل البيانات الصادرة عن مكتبيهما، بادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استدعاء وزير دفاعه إيهود باراك لعقد لقاء في مكتبه. ووصفت مصادر مقربة من نتنياهو اللقاء بأنه لقاء لتوبيخ باراك على موقفه من مطالبة نتنياهو العلنية للإدارة الاميركية بتحديد خط أحمر واضح ومحدد لها، ولقائه مع الرئيس السابق لطاقم البيت الأبيض رام عيمانويل. إلا أن مقربين من باراك ردوا بالقول إنه لا أحد يمكنه توبيخ وزير الدفاع، بمن فيهم رئيس الحكومة.
ويأتي لقاء نتنياهو باراك بعدما وصلت العلاقات بينهما إلى الدرك الأسفل. وهو ما يدفع إلى التساؤل عن خلفية هذه الخطوة التي يمكن تلمّس جانباً من أبعادها في مضمون البيان المشترك الذي صدر بعد اللقاء، والذي برز فيه الحرص على القول إن «وزير الدفاع يتطابق في نظرته مع رئيس الحكومة في مواجهة التهديد الإيراني بكل أشكاله، وفي ما يتعلق أيضاً بإدارة العلاقات مع الولايات المتحدة».
كذلك أوضح بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع أن رئيس الحكومة ووزير الدفاع «اتفقا على مواصلة التعاون في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل».
وبحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، طلب نتنياهو خلال اللقاء توضيحات تتصل بما وصفه مقربون من رئيس الوزراء بأنها «نشاطات غير منسقة لباراك مع الإدارة الأميركية التي جرت على خلاف تعليمات رئيس الحكومة». إلا أن مكتب باراك شدد على أن وزير الدفاع «يعمل من أجل مواطني الدولة وأمنها، وسيواصل العمل وفق معرفته واعتباراته في البلاد وخارجها، وأنه مقتنع بأن كل نشاطاته هي في صالح الحكومة الإسرائيلية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة ولقوتها الأمنية».
في غضون ذلك، وجّهت حكومة نتنياهو رسالة إلى الإدارة الأميركية، حاولت من خلالها تبديد الصورة التي ظهر فيها رئيس الوزراء بأنه يحاول التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأكد السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، زلمان شوفال، لموقع «ذا كابل»، أن إسرائيل «لن تهاجم إيران قبل ستة إلى ثمانية أشهر، وأن هجومها بعد ذلك الحين سيكلّل بالنجاح». ونقل الموقع عن شوفال قوله إن التوتر بين تل أبيب وواشنطن قد تلاشى حيال إيران.
وأكد شوفال، الذي تعتبر مواقفه انعكاساً لآراء نتنياهو، أن إسرائيل مقتنعة بأنها قادرة على تأخير البرنامج النووي الإيراني، في هجوم منفرد، لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى خمس سنوات، وهي فترة غير قصيرة في الشرق الأوسط.
وعلى صعيد المشهد السياسي الداخلي، استعداداً للانتخابات المبكرة المرتقبة في شباط المقبل، تقترب تسيبي لفني أكثر فأكثر من قرار ترشّحها للانتخابات لرئاسة حزب وسطي جديد، ينافس بنيامين نتنياهو. وبحسب صحيفة «معاريف»، لا تعتزم ليفني تقديم برنامجها بشكل علني قبل استكمال عملية حلّ الحكومة وتحديد موعد للانتخابات. ولكن أرجحية تقديم الانتخابات تجبر ليفني على اتخاذ القرار في الوقت القريب. وقد أثارت لدى جهات تحدّثت معها في الأيام الأخيرة انطباعاً بأنها ترغب في إدارة كتلة الوسط ــ اليسارية، وتقديم بديل لحكم نتنياهو.