قبيل إعلان طهران أن المجموعة الـ22 للقطع البحریة التابعة للجیش الایراني رست أمس في میناء بورسودان، ذكر موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية الالكتروني، ان قصف مجمع «اليرموك» للصناعات العسكرية بالقرب من العاصمة السودانية، الخرطوم الأسبوع الماضي، استهدف شحنات أسلحة متطورة من صنع إيراني، كانت في طريقها الى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. واشارت الصحيفة إلى أن المجمع نفسه، لم يكن عرضة للقصف، واقتصرت الأضرار فقط، على شحنات الأسلحة.
ونقل محلل الشؤون العسكرية في الموقع، رون بن يشاي، عن مصادر غربية «موثوقة جداً»، انه «لو وصل قسم صغير من الوسائل القتالية التي كان من المنوي تهريبها الى القطاع، لكان من شأنها أن تشكل تهديداً خطيراً على اسرائيل وعلى الجيش الاسرائيلي».
مع ذلك، اكد الكاتب أن «شحنة الأسلحة المستهدفة، لا تحتوي على أسلحة كيميائية غير تقليدية، أو على طائرات تجسس صغيرة من دون طيار، كما نشرت وسائل إعلام دولية مختلفة». واشار بن يشاي الى انه «يرجح» ان يكون قسم من هذه الأسلحة على الأقل «وخصوصاً منظومات الأسلحة الخاصة والمتطورة»، تم تصنيعها في إيران، ومعدة كي تصل الى حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، اضافة الى فصائل فلسطينية أخرى في القطاع، «والتي تتمتع برعاية وتمويل إيرانيين».
ووفقا للمحلل الإسرائيلي، فإن طريق إيصال شحنة الوسائل القتالية إلى غزة، كان عبر البر، ومروراً في الأراضي المصرية، وليس عن طريق البحر الأحمر باتجاه شبه جزيرة سيناء، والهدف من ذلك، بحسب بن يشاي، الابتعاد عن أعين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ومنعاً لشن غارات ضدها.
وأضاف بن يشاي أن الوسائل القتالية الموجودة في «اليرموك» السوداني، لا تصل اليه من إيران وحسب، بل تصل اليه أيضاً، من مخازن أسلحة ليبية، تم اقتحامها والاستيلاء عليها في أعقاب سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، ويعمد الايرانيون والفلسطينيون الى شرائها، ومن ثم تهريبها الى قطاع غزة.
وبحسب بن يشاي، فإن شحنة الأسلحة المقصوفة، «شملت صواريخ إيرانية من طراز فجر، وربما صواريخ أكثر تطوراً يزيد مداها على 70 كيلومتراً، إضافة الى صواريخ مضادة للطائرات، وربما صواريخ بر ــ بحر من صنع إيراني»، والتي قد تشكل خطراً على أعمال التنقيب الاسرائيلية عن الغاز والنفط، في عرض المتوسط». وأكد الكاتب انه لا يوجد أي دليل لدى السودان، على أن سلاح الجو الاسرائيلي، هو من نفذ الغارة على «اليرموك».
من جهته، أشار معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، الى أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على السودان، ليس الا جزءاً من العمليات التي ينفذها سلاح الجو الاسرائيلي ضد أهداف إيرانية في الأراضي السودانية، منذ عام 2008، مشيراً الى أن الهجوم لا يرتبط اطلاقاً بالتغيرات التي شهدها العالم العربي، بما يسمى الربيع العربي، بل امتداداً للفترة التي سبقته.
واضاف هرئيل ان مجمع الصناعات الحربية السوداني، «من المحتمل جداً، ان يكون مصنعاً ايرانياً، ويعمل في خدمة الحرس الثوري الايراني، ومعداً تحديداً لخدمة الزبائن الاساسيين والقريبين من المجمع، اي التنظيمات الإرهابية الفلسطينية العاملة في قطاع غزة».
ورجح هرئيل أن يكون الهدف من الغارة هو ايقاف وصدّ عمليات تهريب أنواع خاصة ومحددة من الوسائل القتالية الى قطاع غزة، والا فلا فائدة من ضرب او قطع الطريق، امام وصول وسائل قتالية موجودة أساساً في أيدي الفصائل الفلسطينية في القطاع.
في غضون ذلك (يو بي آي)، ذكرت قناة «العالم» الإيرانية أن مجموعة القطع البحریة الایرانیة التي تضم حاملة المروحیات «خارك» ومدمرة «الشهید الأمیرال نقدي» توجهت الی المیاه الحرة «بهدف إعلان رسالة السلام والصداقة وحفظ أمن خطوط النقل والملاحة البحریة لمواجهة ظاهرة القرصنة البحریة»، مشيراً الى أنها رست أمس في میناء بورسودان شمال شرق السودان.