باركت وسائل الإعلام الإسرائيلية إيحاءات وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، بإمكان لجوء واشنطن الى الخيار العسكري ضدّ إيران، لكنّها عبرت في الوقت نفسه عن مخاوف من كون الموقف مرتبطاً بأجندة الانتخابات الرئاسية الأميركية. وكتب معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أمس، مشيداً بالتصريحات الأميركية الأخيرة ضدّ إيران، وبينها موقفا بانيتا ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن دمبسي، ووصفها بـ«التصريحات التي لم تكن اسرائيل تتوقع أفضل منها»، لكنه عبر عن خشية من أنها قد لا تكون موجهة إلى إيران، بل «جزء من الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، باراك أوباما، وتأتي في سياق الردّ على حملات الجمهوريين ضدّه، والتي وصفوا فيها مواقفه باللينة تجاه إيران».
مع ذلك، شدّد الكاتب على أهمية المواقف الأميركية التي «تؤكد عدم وجود خلاف من ناحية استخبارية، بين اسرائيل والولايات المتحدة، حيال البرنامج النووي الإيراني». وردّ التغيير في الموقف الأميركي المعلن الى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، مشيراً الى أن «التغيير لم يكن مرتبطاً فقط بالصوت اليهودي أو انتقادات الجمهوريين ضدّ أوباما، بل أيضاً بإيهود باراك، الذي عرض خلال زيارته الأخيرة لواشنطن نقطة هامة في المقاربة ضد إيران، وهي أن التصريحات الأميركية بشأن الخطر الناتج من الهجوم الاسرائيلي، تُضعف الردع تجاه إيران وتدفع طهران الى مزيد من التصلب والإسراع نحو إنتاج القنبلة النووية».
وتحت عنوان «إذا لم يهاجم، فليهدّد على الأقل»، كتب المحلل السياسي في صحيفة «معاريف»، بن كاسبيت، معلقاً على تصريحات بانيتا ضد إيران، مشيراً الى أن «التصريحات الانهزامية التي أطلقها الأميركيون في السابق، ألحقت ضرراً هائلاً ودفعت حكام إيران الى السير قدماً وبكل قوة في مشروعهم النووي». ورغم تأييده للتصريحات الهجومية ضد إيران، فإن كاسبيت أطلق جملة من التساؤلات، قد تفرغ التهديدات الأميركية من مضمونها، قائلاً «إذا كان الأميركيون مصممين بالفعل ويتحدثون عن خيار تنفيذي، فكيف حصل أنهم غير مستعدين حتى لفرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني؟ وكيف أن مجلسي الشيوخ والنواب مؤيدان لذلك، أما البيت الأبيض فرافض لها، بل هو غير مستعد لسماعها؟»، ويجيب أن «فرض العقوبات على إيران سيعني ارتفاعاً في أسعار النفط والوقود، وبالتالي تقليص فرصة أوباما كي ينتخب من جديد رئيساً»، مشيراً الى أن «النووي الإيراني، بالنسبة إلى اسرائيل هو مسألة حياة ووجود، أما بالنسبة إلى أميركا، فهو مسألة غلاء معيشة».
بدوره، رأى نداف ايال في «معاريف» أن «النبرة الأميركية الجديدة، والانطباع بأن الأميركيين معنيون بهجوم عسكري ضد ايران، قد تكون محاولة من ادارة أوباما، لتحسين علاقاتها باسرائيل وبالجالية اليهودية في الولايات المتحدة»، مشيراً الى وجود «محاولة لتقليص بعض من أضرار التصريحات الاميركية الاخيرة حول ايران».
واعتبرت صحيفة «اسرائيل اليوم»، المقرّبة من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أنه «يوجد 2 من ليون بانيتا، الأول شارك في مطلع هذا الشهر في منتدى «سابان»، أما الثاني فتحدث في لقاء مع شبكة «سي بي أس» الاميركية. الأول يعتقد بأن احتمال مهاجمة ايران خطير جداً، ويفضل خيارات اخرى دبلوماسية، أما الثاني فظهر أمس ولم يرفض الاحتمالات، حتى العسكرية منها، من أجل منع ايران من الحصول على سلاح نووي». وتساءلت الصحيفة «من نصدق من الاثنين؟»، قبل أن تضيف «ربما يذكّرنا أحد ما بأن هناك انتخابات في 2012، وأن لدى أميركا ما يسمّى الصوت اليهودي».