أمال ناصر
اعترف الناطق باسم «الإخوان المسلمين» في سوريا زهير سالم أمس بحصول لقاء بينهم وبين رئيس جبهة العمل الإسلامي الداعية فتحي يكن، مشيراً إلى «أنها تأتي بناءً على طلبه وفي إطار اللقاءات التي تعقدها جماعتنا عادة مع الشخصيات العربية والإسلامية». وقال سالم في تصريح: «إنهما اتفقا على ضرورة قيام مشروع ثالث يتحمل تبعاته أبناء الأمة الغيارى بحيث لا تصبّ جهودهم في خانة أي مشروع آخر سواء أكان مشروعاً خارجياً أم استبدادياً»، نافياً «أن يكون يكن قد حمل أي وساطة بين النظام السوري والجماعة كما تحدّثت بعض الأنباء»، مضيفاً «أنه لم يتعرّض في حديثه لهذا الموضوع أصلاً».
«الأخبار» استوضحت يكن عن الموضوع، فأكد حصول اللقاء بينه وبين المراقب العام العام للإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني في إسطنبول الشهر الماضي، مشيراً إلى أن الهدف من وراء اللقاء هو «التوصل إلى تسوية بين تنظيم «الإخوان المسلمين» والنظام السوري».
وقال يكن في اتصال مع «الأخبار»: «إن اللقاء يندرج ضمن المبادرة التي بدأتُ بها منذ فترة طويلة بهدف الوصول إلى تحقيق مصالحة بين «الإخوان المسلمين» والنظام السوري في أعقاب الحوادث التي وقعت في السبعينيات ولإغلاق هذا الملف المأساوي وليعودوا إلى بلدهم ليمارسوا دورهم ومواطنيهتم وبناء بلدهم جنباً إلى جنب مع المواطنين السوريين».
وكشف عن المطالب التي حمله إياها وفد الإخوان وهي: «أن يبادر النظام إلى إلغاء القانون الرقم 49 الذي ينص على إعدام المنتسبين إلى التنظيم والإفراج عن المسجونين من أعضاء الجماعة والكشف عن مصير المفقودين والسماح بعودة من هم في الخارج إلى بلدهم». وتابع: «إن الوصول إلى ذلك يحتاج إلى تفاهمات على آلية ومنهجية تحقيق المصالحة، وقد طرحت الموضوع مع القيادة السورية ومع الرئيس الراحل حافظ الأسد قديماً ومع الدكتور بشار الأسد حديثاً لأخذ ضمانات معينة والاتفاق على آلية للعودة وإنجاز المصالحة المنشودة».
وعن مطالب النظام السوري، قال يكن: «إن العودة تفترض أن يتوقف التنظيم عن المطالبة بإسقاط النظام»، كاشفاً «أنه لم ينسق مع القيادة السورية قبل حصول اللقاء، وهي تأتي في إطار المبادرات القديمة».
وعما إذا كان قد نقل إلى السوريين مطالب الإخوان وأجواء اللقاء الأخير قال يكن: «لم أقابل المسؤولين السوريين لانشغالي بالأوضاع الداخلية، ولم أتمكن من طرح القضية معهم»، مشدداً على «أن الإعلان عن قيام «جبهة الخلاص» وتعاون التنظيم مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام سيجعل المهمة صعبة للغاية إلى جانب موقفه المعادي للنظام. وأضاف: «لا أنتظر أن يتجاوب النظام مع مطالبنا بالمصالحة بسبب موقف الإخوان المعادي للنظام، ولأنهم وضعوا أنفسهم في خانة «جبهة الخلاص» التي هددت بالعمل على إسقاط النظام».
وقال: «أشعر بأن القضية باتت في غاية الصعوبة، وخصوصاً في هذه الظروف، إلا إذا تغير موقف التنظيم تغيراً نوعياً عندها يمكن إعادة فتح الملف»، منتقداً «استغلال النائب وليد جنبلاط لملف الإخوان وتوظيفه لمصلحته ولمصالح الأميركيين، وكنت أتمنى أن لا يُعطى الملف لجنبلاط بأي حال من الأحوال، لأنه ليس حريصاً على إقامة مصالحة بين الإخوان والنظام السوري».
ونفى يكن ما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم الإخوان المسلمين «بأن الهدف من اللقاء لم يكن للوساطة بينهم وبين النظام السوري»، مشيراً إلى «أنه قبل ثلاثة أشهر وأثناء مشاركتي في مهرجان «فتح القسطنطينية» أبديت رغبة في اللقاء بهم، لكنهم لم يتمكنوا من المجيء، وقبل شهر تقريباً اتصلوا بي وأبلغوني جهوزيتهم». أضاف: «كل يوم يمكن أن نلتقي بهم»، متسائلاً: «هل نخرجهم من التنظيم إذا كان لهم مواقف مغايرة؟».
وشدد يكن على «أننا نقف مع النظام، لأنه غير منحرف عن هويته وغير مشكوك في مواقفه الداعمة للمقاومة»، مشيراً إلى «أن اللقاء تطرق إلى «حزب الله»، مؤكداً أن موقفه مختلف عن التنظيم لجهة المقاومة، بل يرفضه. كما شدد على أن موقفه «يتماهى مع موقف المرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف الرافض للتآمر على النظام السوري، لأنه يقف في وجه إسرائيل وأميركا».
وعن وجود مشروع ثالث تم الاتفاق عليه بين يكن و«الإخوان» قال: «لا يوجد مشروع، ولا أعمل وراء الكواليس، ولا أعمل بمشروعين».