النبطية ــ مايا ياغيسجّل شباب النبطية موعداً جديداً في الساعة الرابعة عصراً في دفتر يومياتهم. في هذا الموعد اليومي يتوافدون من كلّ المنطقة إلى أكبر النوادي الرياضية مهما كانت الظروف. إذ لا يمكن تأجيل الموعد، فالإغراءات كبيرة. تختلف النوادي الرياضية في النبطية من العادي إلى الخمس نجوم، والنوادي المختلطة قليلة وتعدّ من النوادي الجيدة التي تراعي الشروط الرياضية العالمية من حيث التجهيزات والملاعب والمدربين وتستقطب العدد الأكبر من الشباب الذين يفضلون النادي المختلط عن غيره.
هكذا، أصبح الذهاب إلى النادي من ضروريات «برستيج» شباب النبطية. يقول بلال الزهور، الذي يفضل النادي على الجلوس في المقاهي، إنّ الفائدة التي يحققها لا تتوافر في أماكن أخرى، إضافة إلى التسلية والترفيه. ويرى هادي حمادي أنّ من الضروري الاهتمام بالمظهر ولا يمكن تفويت يوم من دون الذهاب إلى النادي. «ولو بيفتح الأحد كنت بروح»، يضيف الشاب الذي يرى أنّ النادي يقدم أكثر من مجرد فائدة صحية. فهو المنبع للكثير من العلاقات والصداقات، وخصوصاً أنّ النادي الذي يقصده مختلط، والصبايا «كتير بيهمتوا بحالن. وبعد النادي، السهرة بطّول وغالباً نجتمع معاً في أماكن أخرى».
في المقابل، يرى ربيع في هذه الظاهرة الجديدة خلفيات أكثر من الاستفادة الرياضية. «يتوافد الشباب إلى هذا النادي تحديداً لأنّه مختلط»، يقول. ويضيف أنّ مجتمع النبطية محافظ إلى حدّ ما، فيصبح النادي هو «الحل الوحيد للالتقاء بالصبايا».
ينظر المدرب في أحد النوادي، نصر الله عبد الله، إلى الموضوع بطريقة أخرى. فيرى أنّ وجود الشباب والصبايا معاً يخلق جواً من التحدي والمنافسة. أما رولا ابراهيم، وهي مدربة في أحد النوادي الخاصة بالنساء، فتجد أن النادي غير المختلط أفضل. «الكثير من التمرينات قد تكون مصدر إغراء للجنس الآخر، وقد تسبّب خجلاً للكثير من الفتيات».
يطرح النادي المختلط الكثير من التساؤلات عند أهالي النبطية. ففيما يراه البعض انفتاحاً على الآخر، يجد فيه آخرون خروجاً عن المألوف والعادات. أما الفتيات، فيفرض عليهنّ ارتياد ناد مختلط تحدياً من نوع آخر، وخصوصاً المحجبات منهن، إذ إنّ قوة الشخصية للتفلّت من العادات والتقاليد تكون السبيل الوحيد للاشتراك في نوادٍ كهذه.