ملاك عوّادعلى وقع الأغاني الثورية، كان الموعد مع النادي الثقافي الفلسطيني في كلية العلوم ـ 1 أمس للاحتفال بيوم الأرض. قرب الكلية علم فلسطيني ضخم على العشب. بجواره يعرض الفنان التشكيلي «أبو حميد» لوحات عن القرى الفلسطينية رسمها هو وتلاميذه من مخيم برج البراجنة. وتقول مسؤولة النادي زينة الخطاب «شحدنا الموافقة على الاحتفال، إذ لم يكونوا يريدون منحنا الإذن بحجة تعطيل الدروس، مع إنو الأحزاب كل يوم بتعمل احتفال». ولم يسهّل مجلس الطلاب الاحتفال كما تقول زينة «فقد كنا بحاجة إلى الكابلات ولم يعطنا أحد إياها حتى اضطررنا إلى إحضارها من بيت أحد الطلاب».
أما الطلاب الموجودون، فلم يعرف أكثرهم عن «يوم الأرض»، لكنهم حضروا لأنّ الموضوع الفلسطيني مثير للاهتمام وفق ما قاله البعض. البعض الآخر كانت ردّات فعله مختلفة، فقال أحد الطلاب ويدعى بول إنّه يأمل أن تتحرر فلسطين ليترك الفلسطينيّون لبنان!
في المقابل، ترى نادين وهي طالبة في كلية الحقوق أنّ الهدية الأمثل للفلسطينيين من اللبنانيين في هذا اليوم «إعطاؤهم حقوقهم ومعاملتهم كسائر الجاليات الأجنبية الموجودة في لبنان». أما الشاب الفلسطيني عماد البيتم المتفائل مقارنةً بغيره من الطلاب فوجّه تحية إلى أهله الصامدين في فلسطين. ويقول طالب آخر: «فلسطين راحت لأنن باعوها، والبضاعة يلي بتنباع لا بتنرد ولا بتتبدل، نحنا حتى نص أرض ما حيعطونا». فيما تحسّر آخر على أنّ الفلسطينيين لا يساعدون بعضهم بعضاً. إذ كان من المفترض أن تُرسل فرقة دبكة فلسطينية للمشاركة في الاحتفال لكن لم يصل أحد، ولم يردّ المسؤولون عن الفرقة حتى على اتصالات الشباب المنتظرين. لكن، ما يوحّد جميع الطلاب المشاركين في الاحتفال، رغم اليأس الذي وصلوا إليه، هو المقاومة حتى ولو من دون أمل بالنصر. فيتحدثون عن «قتل الإسرائيليين» ويبحثون عن الانتقام الذي يتعطشون إليه. فجأةً يقطع الصوت عن الاحتفال، لماذا؟ لا أحد يعرف. فتقول زينة تعليقاً على الموضوع «في الجهة المقابلة يقيمون معرضاً من دون أن يزعجهم أحداً. هذا ما نضطر إلى مواجهته يومياً، إسرائيل من جهة، والعرب كلّهم من جهة ثانية!».