روني عبد النورتمكّن باحثون أميركيون من الجمع بين نوع من الأوكسيد ذات الخصائص الكهروحديدية ومادة السليكون، في ما يُعدّ نقطة انطلاق في اتجاه تصنيع حواسيب تتمتّع بذاكرة فائقة القدرة على التخزين واسترجاع المعلومات. شكّلت تكنولوجيا نقل المعلومات الإلكترونية من أشرطة الكاسيت التقليدية وتخزينها على أجهزة الحواسيب المحمولة، قوة دفع هائلة لصناعة الإلكترونيات، وتعد الأبحاث التي يجريها علماء من جامعة كورنيل بتطوير جيل جديد من الذاكرة شديد الفاعلية لناحية سرعة الأداء ومحدودية الاستهلاك الكهربائي. وقد نجح الفريق في المزج بين أوكسيد strontium titanate والسيلكون المُستخدَم كشبه موصّل في الغالبية العظمى من المعدات الإلكترونية، الأمر الذي يساعد في نقل الأوكسيد من حالته الطبيعية إلى حالة كهروحديدية.
المواد الكهروحديدية، التي تتميّز بحالة استقطاب كهربائي تلقائية قابلة للعكس عند وجودها قرب حقل كهربائي ما، تتوافر في البطاقات الذكية المُستخدَمة في محطات القطارات والمنتجعات السياحية. وتتميز هذه البطاقات بقدرتها على الانتقال الفوري من حالة للذاكرة إلى أخرى، مستهلكة النزر اليسير من الطاقة الكهربائية. والحال كذلك، يقوم هوائي صغير الحجم داخل البطاقة اعتماداً على الموجات الصغرى بعرض المعلومات المخزّنة أمام المُستخدِم وتحديثها.
وفي حين أن strontium titanate في الحالة الطبيعية لا يُعتبر كهروحديدياً مهما بلغت درجة حرارته، إلا أن الباحثين توصّلوا إلى نتيجة مفادها أن استخدام أشرطة من الأوكسيد برقة بضع ذرات لا أكثر، من شأنه أن يغيّر خصائص هذا الأخير ليصبح كهروحديدياً، وذلك بواسطة ضغط الشريط على مستوى الذرات وبواقع 1.7% بغية جعل هذه الأخيرة متلاصقة على شاكلة ذرات السليكون. يُذكر أن العلماء سعوا، لأكثر من نصف قرن، إلى إدخال المواد الكهروحديدية في أجهزة الترانزيستور لتوفير عناء الانتظار من أجل إعادة تشغيل الحواسيب والدخول إلى ذاكرة الأقراص الصلبة، بيد أن تجاربهم السابقة لم تصل إلى خواتيمها السعيدة.