وجدي حميةغزة تحت الحصار تحترق بأعمدة من نار صهيونية، بأجنحة عود تعزف قيثاراً للإغريق. تعزف قصيدة الثوار، تطرب أرضاً تعشب دماً. غزة تحرقها وقود عربية، تحرسها معابر مزجت بأشواك من نيل، بنفط أسود، بسوار يدمي معصماً، بعروش مزركشة صماء تنسجها عقول غربية، تتمايل من نيل لفرات، حقد وتاريخ ودم ورماد تحت رماد.
غزة تحت النار تحترق بألوان من قصص توراتية. جذورها من خيبر، من رماد، من ستار فيه خيوط مصرية، فيه زركشة فرعونية.
لقصة لا تنسى. لعبرات تحفر أخدوداً أدواته صبر أيوب. الأرض العربية الصماء تحرثها أوراق خشبية، تنتحل صفة الأحرار، وترتدي ثوب الحرية.
تبلغنا رسالة قدسية أن التسامح في الأديان لا يخلو أبداً من غضب، يضرب عموداً خشبياً فيه مسمار من عار، فيه أغنية شرقية. وما زالت غزة تحترق. في القلب غصة يا غزة، لمئذنة، لناقوس ينشد أغنية للعذارى، ينشد قصيدة أدونيس. جفت عروق عروبتنا وسقطت عروش مدينتنا بنعال جاءت مع الريح.
نداء فلسطين غداً كلمة تفتقر حتى إلى منجل، يقصف أغصان من إسحاق وينبت أطفالاً من جسد حسين وأبطالاً من صلب حيدر. غزة ترتشف قهوتنا وتبعد دخان سجائرنا بآهات من طفل عطشان. تشافيز فينا أغنية صفعت تاريخ العرب ورمت أسطورة نيرون في القاع وأنظمة النصب.
غزة تنادي في اسطمبول وتضني قادة الورق. فما قولك فلسطين بما فعلوه في الجسد؟ بما باعوه من عمر؟
صباح الخير يا غزة. صباح الخير أحبائي. ففيكم نور يحيينا ودمعة تروي أمانينا، تحمل أشواقاً من تموز وبيادر من حضن عيتا. تهدينا وترشدنا.
غزة يا بنت الوجود، ثوري على غبار الذل وانفضيه بريشة حمراء تسطّر أنشودة الحياة وتنسج عباءة الحرية. أهديك هذه الكلمات، أهديها لأطفال، لشيوخ، لأبطال لا يركعون.