أحمد محسندخلنا إلى المغارة، واختبأنا من الجحيم. جلسنا في الزاوية، كأنّ العالم في الخارج، غير مقنع على الإطلاق. اختفت الأصوات التي تؤرّقني دائماً. لست ذئباً حقيقياً، لكني أحب المغاور، وأشبه الذئاب: أنا بحاجة إلى السكينة وحسب. لا أنكر صعوبة البحث عن عينين صغيرتين كعينيها في مغارة. في صمت المكان: وجدت طفلاً قديماً يشبهني، وكان يبكي. كان يمد يده إلى قوة افتراضية، طالباً وقفاً فورياً للضباب. لكن الوقت لا يرحل. يتابع مسيره بدقائق طويلة تسحق عظامي.
لا أعرف أي بحر تشبه، وأي نسيان يعلق في أطراف شالها الأسود. تسير في الجبال إلى وسادتها. ألّفت كتاباً عن حداثة الأنثى، أثناء بحثها عن شمعة. أغلقت شفتاها، وأتمنى لو أبقيت إصبعي عليهما. كانت تضحك كحقل ليلاس في قريتي، أنا العالق في الدرب حيث تنمو الزهور. أنتظر يدها، وما عدت قادراً على ارتياد المغاور وحيداً.