بدأت الآثار المسروقة من العراق تظهر في الأسواق العالمية. فخلال الأسبوع الماضي عرضت مجموعة كريستيث (نيويورك) قرطين من الذهب يعودان إلى «كنوز نمرود» التي تُعدّ واحدة من أهم مكتشفات القرن العشرين وأعجبها، وتُشبّه بكنوز مقبرة الملك توت عنخ آمون، تتضمن ثمانية أزواج من الأقراط التي تبدو متطابقة. و«كنوز نمرود» تضم «مجموعة من المجوهرات يصل وزنها إلى أكثر من 32 كيلوغراماً من الذهب تعود إلى حوالى 3000 سنة، كانت ترتديها الملكات الأشوريات.وكان مصير هذين القرطين أن يشار إليهما بالقطعة رقم 215 في المزاد العلني التي كان يُتوقع أن تُباع بـ65000 دولار! لكن تحت ضغط وسائل الإعلام، سحبت دور كريستيث القطعتين من المزاد، مؤكدة أنها لم تكن «تعرف مصدرها». فالأوراق الثبوتية التي قدمتها الدور كانت تؤكد أن القطعتين اكتشفتا قبل 1969 (أي قبل اتفاقية اليونسكو التي تحظر بيع الآثار المسروقة بعد 1970). ولكن، أتت تصريحات دوني جورج لتنفي ذلك. فمدير متحف العراق سابقاً وأستاذ علم الآثار في جامعة ستوني بروك في نيويورك حالياً قال «أنا متأكد 100 في المئة أن القرطين من مدافن نمرود ذاتها. فلم تُستخرج أي تحفة من هذا النوع من قبل، لقد كنت شاهداً على الحفريات. أؤكد 100 بالمئة أنهما من هناك».
وكان «كنز نمرود» قد اكتشفه فريق أثري عراقي يترأسه عالم الآثار العراقي مزاحم حسين سنة 1989، ولم يعطَ الاكتشاف حقه عالمياً بسبب الحرب الإيرانية العراقية. فبعد اكتشافها بقليل خُبئت الكنوز في سراديب البنك المركزي العراقي وبقيت هناك حتى أواخر 1998، حينها عرضت مرة واحدة ولمدة محدودة، ثم عادت إلى البنك المركزي لتخرج للعلن مرة ثانية فقط، خلال معرض دام يوماً واحداً نظمته السلطات الأميركية بعد احتلال بغداد، كرسالة للعالم بأنهم يحافظون على آثار العراق.
وعلى الرغم من أن العديد من القطع التي سُرقت من متحف العراق قد استُرجعت، لا تزال الآثار العراقية المسروقة تظهر في الولايات المتحدة ودول أخرى. وقد أعادت السلطات الجمركية الأميركية أخيراً إلى الحكومة العراقية عشرات القطع التي التقطت عند نقاط حدودية أميركية.
يقول الخبراء إن سوق القطع الأثرية في نيويورك ولندن أصبح متخماً بسيل من القطع المسروقة. ومع ذلك، يُعدّ القرطان اللذان يعودان إلى العصر الأشوري الجديد من أرقى القطع العراقية التي عُرضت للبيع في السنوات الأخيرة.