الحديث عن ارتفاع أسعار العقارات في لبنان والعالم بات معلوكاً ومفهوماً وقديماً. والكلام عن ارتفاع إيجارات الشقق في كل مكان، وتحديداً في بيروت الكبرى، أصبح بدوره ملك الدردشات والتذمّر والنقّ. أسعار الإيجارات في «الوسيط» أصبحت تقريباً «ستاندارد». «اللقطات» تندر أكثر فأكثر. غرفة مع منتفعاتها (طبعاً ليس في بناء جديد) بأقل من 400 دولار في الشهر الواحد، «no way». طبعاً لا نتحدّث هنا عن أحد أحياء رأس بيروت أو الجميزة أو السيوفي أو بدارو مثلاً.أصحاب الشقق طليعيون دائماً في كل شيء. يرفعون الأسعار ضربة وحدة، ويمنعون المنافسة. بلى يوجد منافسة، لكنها تصاعدية. التحدّي يحمله من يجرؤ على اتخاذ المبادرة (الحرة) ويرفع سعر الإيجار فيتبعه الآخرون. عوّدونا على فكرة أنّ أسعارهم طبيعية. غير الطبيعي أن تنزل الأسعار عن الـ«ستاندارد». لمن يرغب، شقة عبارة عن غرفة واحدة (مع منتفعاتها) في السيوفي بـ650 دولاراً، بشرط توفير 6 دفعات مسبقة. وجرياً على مبدأ ابن خلدون في جنوح الضعيف لتقليد القوي، دخلت المناطق الفقيرة في حلبة السباق. شقق الضاحية غارت من شقيقاتها الثرية، حتى أصبحت تنافسها في أسعار الإيجارات.
يلوح في الأفق منافس لارتفاع أسعار إيجارات الشقق. قريباً سنقرأ في «الوسيط» إعلاناً مفاده أن شقة معروضة للإيجار في الحمرا بـ600 دولار، ويصبح إيجارها 800 مع موقف للسيارة!

أرنست...