أحمد محسنينقص الشارع شيئان، البحر والقنابل النووية. السماء حاضرة بقوة، لكنها ربما تقع، لشدة اقترابها من الأبنية الملّونة. المطر يضرب الرصيف، ويصنع الابتسامات. عندما أمطرت أول مرة هذا العام، حدقت بهم جميعاً، إنهم يعانون من الابتسام.
فكّرت أنه من هنا، من على هذا السطح في محلة «فرن الشبّاك»، يمكنني أن أفتح باب الجنة، وأمد رأسي. أفتح نافذة العرش، أبصق الى تحت وأختبئ. أدس في الغيوم إصبعي، وأشير بسبّابتي باتجاه صورة أحد السياسيين: خذ أيها الغبي.
هؤلاء الناس المتسكعون، يستحقون الحياة، لكن الموت. الموت في الشعارات النازية التي ترحّب بحرب أهلية، على جانبي الطريق، وتسطو على سعادة المتسكّعين الدائمين. أصواتهم الحقيقية، كل هؤلاء المارة السعداء، ستنام بعد حين، فالموت. والنوم موت مؤقت أيضاً. حدث يوماً في شوارع «فرن الشبّاك»، الشارع الذي أحبه ألا ينتهي أبداً، أن فراشة برتقالية، علقت في رأسي. فكرت أن أعدم نفسي: قلت أرتمي أمام السيارة BMW موديل 2006، وأموت لنصف ساعة، ريثما يوقف المطر انسيابه المؤلم.