لا يبدو على الفتاة أنها تبلغ أكثر من السادسة أو السابعة من عمرها. طلاقة لسانها وتآلفها مع الكاميرا يجعلنانها تبدو كأنها مراهقة أو شابة تشبه طفلة. تخبرنا بطلة شريط «Palestinian children - أطفال فلسطين» أن صاروخاً سقط على بيتها فاحترق من الداخل بفعل القنبلة ووجود قوارير للغاز فيه. ونرى آثار هذا العدوان على الجدار الخارجي للمنزل قبل انتقال الكاميرا إلى الداخل. النتيجة كانت تلف كل ممتلكات العائلة من مفروشات وثياب. تتجول الفتاة وهي تتصرف كدليل للكاميرا، تشير إلى المفروشات التي احترقت، وإلى الثياب التي سترمى. تسأل لماذا كسروا أغراضها وألعابها، ما اضطرها إلى رميها «في الزبالة». تؤكد أن كل البيت وما بقي فيه من محتويات تنبعث منها رائحة الغاز. وأنها كلما أرادت الاغتسال تشرف على الاختناق من الرائحة المميتة. إلى جانب ذلك، فإن الطعام رائحته مماثلة أيضاً «فليأتِ اليهود ويشمّوا المنزل»، تطلب بكل ثقة.وبما أن الفتاة لم تعد تملك ثياباً، فقد اعتمدت على الجيران في تأمين لباس لها، ويبدو ذلك عليها، إذ إنها تلبس سترة كبيرة على حجم جسدها الصغير. تذهب إلى ركن من أركان المنزل، وتأخذ قطعة ثياب وتشمها، وتؤكد أن رائحتها غاز. تتحسر الطفلة على النظارة التي جلبها لها والدها، والعقد والأساور والأقراط التي أهدتها إياها والدتها وضاعت في الحريق الذي التهم المنزل. «ما افرحتش عليها» تؤكد مرات عديدة. وتختم بالقول إنها تسمع أزيز الرصاص يومياً، ولكنها ما زالت تخاف منه.
www.youtube.com/watch?v=VT9axxdEj_Y