سوزان هاشمتبدّد حلم نور (8 سنوات) بمكان خاص تمرح فيه ورفاقها بعيداً عن ضوضاء البلدة، وتتوافر فيه أرجوحة و«بريّمة» وزلّاقة. لم يكن حلم نور وحدها، بل حلم معظم أطفال بلدة جباع الذين كانوا يترقبون بشغف انتهاء مشروع الحديقة العامة قبل أن يتوقف العمل فيه وتتحول واحدة من ساحات تلك الحديقة إلى مرأب لآليات ومركبات البلدية، علماً بأن مكب النفايات القديم كان قد طمر خصيصاً لركن هذه الآليات فيه.
ربما تكون «الكيدية في إدارة أمور البلدة من جانب البلدية، هي أحد الأسباب التي حالت دون السير قدماً في مشروع الحديقة العامة»، وفق ما أوضحته مصادر البلدية السابقة، مفيدةً بأن «لكل بلدية سياستها، ونحن قدّمنا عملنا والآن انتهى دورنا».
فمنذ ست سنوات بدأ العمل على إنشاء الحديقة العامة في البلدة، وذلك على يد المجلس البلدي السابق الذي قام بتمويل المشروع. استحدثت الجلالي، وبنيت جدران من الحجر الصخري، كما قامت إحدى الجمعيات بتقديم الألعاب (أراجيح ــــ برّيمة ــــ زلاقة). لكن لم يتسنّ لتلك البلدية أن تكمل عملها بسبب انتهاء ولايتها .
أما البلدية الجديدة، فقد عصفت بها الأزمات، إذ «استقيل» رئيسها عدنان غملوش منذ نحو سنتين بعدما كان قد أجرى استملاكاً للأراضي المجاورة للحديقة، وضمت إليها، وذلك في إطار الخطوة ما قبل الأخيرة من المشروع. ولم يكن قد بقي لإتمام الحديقة سوى غرس الأشجار وزرع العشب.
هذا ما لم تقم به البلدية برئيسها الجديد حسن دهيني، الذي عزا السبب إلى وزارة الزراعة قائلاً: «إن الملف عالق لدى وزارة الزراعة، ولم يفرج عنه بسبب الأزمة السياسية الراهنة». بيد أن مصادر في البلدية تؤكد أن وزارة الزراعة لا دخل لها في هذا الشأن، وأن الخلافات هي التي حالت دون إكمال المشروع الذي كان قد شارف على نهايته.
هذا ويتمنى الأهالي على البلدية أن تضع المنفعة العامة للبلدة فوق كل الاعتبارات، مطالبين بإعادة العمل بهذا المشروع وإنهائه، للحاجة الملحّة إلى الحديقة العامة، «فهي متنفّس لأطفالنا الذين يفتقدون مكاناً يلعبون فيه بعيداً عن الشوارع الضيقة، وإطارات السيارات التي تكاد تزهق أرواحهم»، كما تقول المواطنة وفاء غملوش، مردفة: «ما ذنب المواطن لكي يكون دائماً ضحية الخلافات السياسية بين البلدية السابقة والجديدة؟ ولماذا يحرم أطفال جباع من البسمة بسبب «نكايات» بين البلدية السابقة والجديدة من جهة، والخلافات التي تعصف بالبلدية الجديدة من جهة أخرى.