فداء عيتانييقلق حديث السلام السوري ـــــ الإسرائيلي كثيرين في لبنان، وأولهم الموالاة التي تشير بالأصابع الاتهامية إلى دمشق بصفتها «تعقد صفقات مع العدو، بينما تدفع رجالها في لبنان إلى قتاله» وهي، أي قوى الموالاة، تخشى تسوية أوضاعها بصفتها من عدة الشغل في المرحلة الماضية، وبيعها كخردةً. أما بعض قوى المعارضة، فإنها تخشى أيضاً انعطافة في مسار السياسة السورية في المنطقة، وخاصة أن بعض المعارضة لم ينجز من فروضه الوطنية سوى الطاعة للقوات السورية واستخباراتها في لبنان، مما أعطاه الموقع والموقف والمال والجاه، وبعد انتهاء مدة صلاحيته ـــــ إذا تمت التسوية الاسرائيلية السورية ـــــ فإنه سيباع أيضاً وجنباً إلى جنب مع قوى الموالاة، بصفته خردة لا أكثر ولا أقل.
إلا أن سوريا سبق لها في التسعينيات أن رفعت في شوارع بيروت، وعلى مقارّ القوات السورية، شعارات «نقاتل بشرف نفاوض بشرف نسالم بشرف» قبل أن يعود جنودها ويطلوا الشعارات هذه بالدهان ويتركوا البلاد.