أنطون الخوري حرب
تقرأ قيادة التيار الوطني الحر زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المقبلة بروح تشاؤمية لا تبشّر بجديد. وترى «أن زيارة موسى السابقة انتهت بالفشل، فهو في الاجتماع الرباعي الذي ضمّه والعماد ميشال عون والنائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميّل بقي مستمعاً من دون أن يقترح شيئاً، أما موضوع المثالثة فقد ورد في الاجتماع عبر سؤال الحريري لعون عن رأيه فيها، فرفض الأخير إبداء رأيه محجماً عن الكلام ما لم يطرح الحريري الموضوع للحوار على الطاولة جدياً مما دفع الحريري الى طيّ سؤاله.
وترى أوساط كتلة التغيير والإصلاح أن مبادرة موسى المقبلة أجهضتها سلفاً مواقف النائب الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، ففيما اعتبر السنيورة أن المثالثة تناقض الطائف، يرى التيار أن الدستور اللبناني نص على الثلث الضامن من خلال التصويت على القرارات الحكومية الأساسية بالثلثين، وتتوجس قيادة التيار من عودة موسى بتفسير شخصي جديد، لأن تفسيره الشخصي السابق كاد أن يجهض المبادرة العربية، «والتفسير الصحيح للمبادرة موجود في الفقرة الثانية منها حيث نص البند أ فيها على إنجاز انتخاب الرئيس وفي البند ب على إجراء مشاورات للاتفاق على حكومة اللاتعطيل واللاإستئثار، كما ينص البند ج على بدء العمل لإنجاز قانون الانتخاب فور تأليف الحكومة. أما الفقرة 3 فتنص على معالجة التمثيل النسبي في توزيع الحقائب الأساسية داخل الحكومة فيما تنص الفقرة 5 على توفير الضمانات لبناء الثقة لاستمرار حكومة الوحدة الوطنية».
ويسأل مصدر في التيار المرشح العماد ميشال سليمان «ألا يعتبر أن مواقف الحريري والسنيورة تستهدف ضرب ترشيحه لرئاسة الجمهورية؟» فهما قبلا به أصلاً بغية إفشاله حتى بعد انتخابه إذا وافقت المعارضة على شروطهما فاتضح أن الهدف هو «إحراجه لإخراجه، وهل يقبل سليمان انتخابه بالنصف زائداً واحداً، أو انتخابه دون حل؟».
ويرى التيار أن السلطة تضع كل هذه الشروط للتخلص من سليمان، الذي يجب ألا يقع في فخاخها و«آخرها بدعة اللجان الأمنية بين الجيش وبعض الأحزاب والتي تذكّرنا باجتماعات ميدان سباق الخيل على خط التماس إبان الحرب الأهلية، والرئيس إميل لحود استبق كل هذه الأمور من خلال قراره الأخير يوم رحيله عن الرئاسة والذي أوصى الجيش بحفظ الأمن دون منّة من أحد».
ويروى أحد نواب كتلة التيار أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التقى مجموعة من ممثلي الجالية اللبنانية في فرنسا عندما كان مدير عمله المرشح الرئاسي يومها إدوار بالادور، وصرّح أمامهم بأن على الفلسطينيين أن يبقوا في لبنان. وبعد فشل المبادرة العربية يتخوّف التيار من هجوم على المقاومة لإيجاد نوع من الفوضى التي تسمّيها أميركا «خلاقة» من أجل تطويع المجتمع للقبول بالتوطين. لكن المعارضة لن تبقى «مكتوفة إذا أخذ البلد إلى ذلك المشروع الجهنمي، وسوف نفشلهم».