فداء عيتاني
لا شيء يمنع توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لا شيء يمنعه إلا تحويلهم إلى «نفايات بشرية» كما فعل ميشال المر سابقاً، أو محاصرتهم في مخيمات البؤس والذل كما نفعل حالياً، ولا شيء آخر تقريباً يمكنه أن يعوق عملية توطينهم في لبنان، وهو المشروع الذي يتردّد أنه بدأ تطبيقه مع مرسوم التجنيس الأول، الذي حمل من الشوائب ما قدّر له أصحابه أن يحمل.
الهاجس المسيحي من توطين الفلسطينيين هو تعديل الميزان الديموغرافي (اقرأ الطائفي)، والإخلال به، ولكن الميزان الديموغرافي قد اختل منذ زمن، وقبل أن تسقط صيغة 1943.
لا يمكن المعارضة اللبنانية أن تضمن عدم حصول التوطين، يمكنها فقط أن تضمن استمرار الوضع القائم حالياً عبر الحفاظ على حصار الفلسطينيين، ولا يمكن الأكثرية أن تبتلع الضغوط العربية نحو المزيد من تهميش الفلسطينيين وتوطينهم. يمكنها فقط أن تسهم في خلق نهر بارد جديد أمام قواها الأمنية.
يمكن ضمان عدم التوطين عبر سحق الفلسطينيين أو عبر إعطائهم حقوقهم الإنسانية.