أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أنه لن يسمح بأي خلل على صعيد التوازن في السلطات «لئلا نُدخل لبنان في المجهول»، مشيراً إلى أن «لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بالإقلاع عن سياسة الإلغاء والإقصاء وتحقيق الشراكة».موقف لحود نقله عنه رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن الذي زاره أمس وعرض معه الأوضاع المحلية والإقليمية، ولا سيما المبادرات الآيلة إلى تبريد الساحة اللبنانية، «بعدما شهدت تطورات صاخبة كادت تطيح السلم الأهلي لولا وعي القيادات لخطورة هذا المنزلق. فنحن في بلد محكوم بالتوازن والاعتبارات الوفاقية، ولا يمكن أحداً أن يحكم من دون الآخر».
وأعرب لحود عن أمله «أن تتكلل الاتصالات الداخلية والعربية بالنجاح قبيل حلول موعد القمة العربية في آذار المقبل»، مشيراً إلى «أن ما جرى من تطورات ومواجهات في لبنان، على أهميتها وخطورتها ومدلولاتها، هي بمثابة لحظة التخلي التي تنبهت لها القيادات على اختلاف انتماءاتها ومواقفها، وأيقظت شعوراً عميقاً بما يحاك من مؤامرات لنقل نار الفتنة المذهبية المتأججة في العراق إلى ساحات الجوار الإقليمية، ولا سيما في لبنان». وأثنى على النداءات والحملات السياسية الداعية إلى تحريم الاقتتال بين اللبنانيين مؤكداً «أن كل المحاولات الخارجية ستبوء بالفشل ما دام الغطاء مرفوعاً عن ثلة مأجورة لاستخدامها كرأس حربة للوقيعة بين اللبنانيين».
ودعا لحود كل القيادات اللبنانية إلى استخلاص العبر من الماضي «الذي وقع ضحيته أبناء لبنان عندما اقتتلوا تحت شعارات وانضواءات دفعوا ثمنها غالياً»، مشدداً على «أن الثقة هي السبيل الأوحد بين الأفرقاء للتوصل إلى تفهم المطالب والتفاهم عليها، ولا شيء صعب متى توافرت النيات الحسنة عند الجميع ما داموا متفقين على كل القضايا ومختلفين فقط على أولوياتها، مؤكداً حرصه الشديد على التعامل مع القيادات اللبنانية المختلفة مثلما تعاطت المؤسسة العسكرية، التي استوعبت النار المشتعلة بروح ضنينة للحد من الخسائر والحؤول دون امتداد شرارة الفتنة». وحذر من «الاغترار بما يروج خارجياً من تأليب لتأجيج الخلافات»، مشيراً إلى أن ذلك «نوع من أنواع الارتهان لمخططات مشبوهة تهدف إلى تغيير الصورة التي عرف بها لبنان موئلاً للحوار بين الحضارات والأديان في صيغته التعددية التي احتضنت الجميع بالتساوي»، مشدداً على أن «لا مصلحة لأحد في التعرض لهذه المعادلة التاريخية إلا إسرائيل التي تعتبر كيانها العنصري منافياً لكيان لبنان التعددي وتسعى إلى إجهاضه عبر توطين اللاجئين الفلسطينيين بالضغوط العسكرية حيناً والاقتصادية حيناً آخر، مستغلة نفوذها مع الإدارة الأميركية لتمرير هذه الصفقة تحت واقع تراكم الديون التي ينوء بها لبنان».
واستقبل لحود رئيس «الكتلة الشعبية» النائب إلياس سكاف الذي أوضح بعد اللقاء أن البحث تناول «المخالفات الدستورية التي راكمتها الحكومة الفاقدة للشرعية في الفترة الأخيرة، والتي أوصلت البلاد إلى شفير الهاوية»، مشيراً إلى «أن الأمل الكبير معقود اليوم على وحدة الجيش وصلابته، وهو الذي يشكل الضمان الوحيد لخلاص البلاد».
كما التقى لحود قنصل عام سلوفاكيا في لبنان، روي سماحة، الذي سلمه رسالة خطية من الرئيس السلوفاكي إيفان غاسبا روفيتش تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين. وأوضح أن بلاده ستشارك في قوات الأمم المتحدة في الجنوب عبر إرسال فريق من الأطباء سيصل إلى لبنان مطلع آذار المقبل، لينضم إلى الكتيبة البلجيكية في بلدة تبنين.
وعرض لحود الأوضاع مع النائب السابق غسان الأشقر، واستقبل وفداً من أهالي منطقة عين نجم التابعة لبلدة عين سعادة، الذين أثاروا معه مشكلة المشروع الذي تعمل مؤسسة الكهرباء على تنفيذه في المنطقة، والذي يقضي بمد خطوط توتر عال بقوة 220 كيلوفولت في محاذاة المنازل والمدارس. ولفت الوفد إلى أنه أثار هذه المشكلة منذ سنة تقريباً، وقد أدى التحرك إلى وقف تنفيذ المشروع، إلا أن الأهالي فوجئوا أخيراً بأن العمل بوشر فيه مجدداً.
(وطنية)