strong>رشا حطيط
تعرّض الصحافي الفرنسي ألان مينارغ لحملة تشهير، يشتبه أن مصدرها رجل أعمال لبناني، ردّ عليها باللجوء الى القضاء. زار مينارغ مكاتب «الأخبار» وتحدّث عن خلفية حملة التشهير وعرض وثائق ومستندات تشير الى تجنّ على سمعته وكرامته

انطلقت منذ شهر أيلول، حملة تشهير على بعض المواقع الإلكترونية بالكاتب والصحافي الفرنسي، المتخصص بشؤون العالم العربي، ألان مينارغ (Alain MENARGUES) تحت عنوان «انتبهوا، كي لا تخسروا أموالكم». ويدّعي مطلقو هذه الحملة أن الكاتب يعمل على غشّ الناس عبر تسلم اتعابه المالية لتأليف وإصدار وتوزيع الكتب والمقالات، والاختباء في أحد البلدان العربية متهرّباً من التقيد بالتزاماته. وتذكر الحملة أن المعلومات التي بحوزتها مرتكزة على ترجمة فرنسية لمقال بالعربية صادر بتاريخ 27 آب 2007 في صحيفة «المسير» أو «المصير» المصرية. لكن نقابة الصحافيين المصرية أكّدت بتاريخ 6 أيلول 2007 أنه: «لدى البحث في قائمة الصحف والمطبوعات المصرية المسجلة والمعتمدة في النقابة لم نجد صحيفة أو مطبوعة لا يومية ولا أسبوعية ولا شهرية تحمل اسم «المصير» أو «المسير» «Al Massir» ولم نجد حتى اسماً قريباً منها».
بسؤال الصحافي مينارغ عن هذه الادعاءات، يجيب أن هذا الهجوم سخيف ولا مرتكزاً على شيء من الصحة. وأكد عدم علمه حتى الساعة بالفاعل رغم بعض الشكوك التي تراوده، ملاحظاً أن الجملة المستخدمة في الحملة والتي تعرّفه على أنه «كاتب ومحرر (...) وله قدرة تأليف وإصدار وتوزيع الكتب» تشير الى عقد العمل الوحيد الذي وقعه لإصدار وتوزيع كتاب، وهذا العقد يعود لصيف 2005 مع شخص يدعى جوني سعادة، الذي طلب من ألان مينارغ تأليف كتاب عن خلافاته العائلية مع اخيه جاك.
قضية الاخوة سعادة، خلاف عائلي يظهر نزاعاً تجارياً قضائياً يدوم منذ اكثر من عشر سنوات بين جوني سعاده مدير شركة ميسترال Mistral holding. وجاك سعادة مدير شركة CMA – CMG الفرنسية. هذه القضية التي ترأست تكراراً عناوين عدد كبير من الصحف العالمية، (الفرنسية والمصرية خاصة)، أثارت حشرية الصحافي الذي وافق على تأليف الكتاب والمشاركة في نشره بعد التأكد من حفظ حرية الكتابة. لكن بعد الاستقصاءات الأولية التي قام بها مينارغ، تبين له أن جزءاً من المعلومات التي كان قد زوده بها جوني سعاده ومدير شركته جان جيورجي (لبناني ـــــ سوري) غير صحيحة وأن الأخير يحاول التلاعب بمجرى أبحاث الكاتب، وهو ما ادى الى تشنج العلاقة بين الطرفين. كذلك تبين له، أن مدير الشركة جان جيورجي كان قد صدر بحقه ثلاثة أحكام غيابية بجرم التزوير واستعمال المزور في فرنسا والتي تصل عقوبتها الى خمس سنوات حبساً. بعد التشاور مع جوني سعادة، أعيد النظر بعقد العمل الذي كان يعطي مينارغ حقاً حصرياً لنشر الكتاب، فصار بإمكان أي شخص نشر الكتاب على نفقته الخاصة بعد موافقة الكاتب. وأضيف في العقد الجديد، أن على جوني سعادة الحصول على مواعيد لمينارغ ودفع التكاليف المترتبة على العمل اللازم لإنهاء الاستقصاءات. ويؤكّد مينارغ أن سعادة أخلّ بالاتفاق، وهو ما دفع الكاتب إلى وقف عمله على الكتاب في ظل جوّ التشنج بين الفريقين، إثر محاولة جيورجي عرقلة عمل مينارغ.
تفاقمت الخلافات بين الكاتب وجوني سعادة وشركة ميسترال، جراء محاولة الأول نشر الكتاب من دون موافقة مينارغ الذي رأى أن الكتاب غير منجز. كذلك نشر في بعض المواقع الالكترونية محاولة سعادة نشر الكتاب باسمه. ويوم الجمعة الماضي 21 أيلول، نشر على موقع مجلة «بخشيش» (http://www.bakchich.info/article1668.h)، مقال يقول إن العمل جارٍ على إصدار كتاب لجوني سعادة يلقي من خلاله الضوء على قصة شقيقه جاك، علماً أن الأخوين سعادة على خلاف وبينهما نزاع قضائي في عدة بلدان (منها لبنان ومصر وسوريا وفرنسا). ويضيف المقال أن ملف الكتاب شبه منجز، لكن يبقى البحث عن دار نشر تقبل بنشر الكتاب خصوصاً أن جوني قد تردد الى إحدى دور النشر تكراراً في الآونة الأخيرة.
مينارغ يلجأ إلى القضاء
من ناحية اخرى، ألان مينارغ، ضحية حملة التشهير عبر الانترنت، تقدم بدعوى قضائية في كل من سويسرا وبلجيكا وفرنسا على مجهول للتعويض عن الأضرار جراء التشهير بهويته والتزوير في المعلومات بغاية المس بشهرته المهنية. علماً أن مينارغ كان مدير التحرير أو الرجل الثاني في الإذاعة الفرنسية Radio France International، بعدما عاش فترة طويلة في لبنان. ذلك حتى نهاية 2004، عندما عرّف مينارغ الدولة الاسرائيلية بأنها دولة عرقية وعنصرية في مقابلة تلفزيونية، لتقديم كتابه: «حائط شارون».