فاتن الحاج
حدّد الطالب في قسم التصميم الداخلي في «AUST» دافيد افرام، 2 أيلول المقبل، موعداً رسمياً لإطلاق سيارته «اللبنانية» (Frem F1)

بدأ العد العكسي. شهر واحد يفصل الطالب دافيد افرام عن الحدث. يُعدّ دافيد لسيارته (Frem F1) احتفالاً رسمياً يدعو إليه السياسيين والإعلاميين، «علّ مشروعه يمثّل حافزاً للإيمان بطاقات شباب لبنان». ينتظر التبني لمشوارٍ بدأه في 7 آب 2005، وخصوصاً أنّ «Frem F1» ما هي إلاّ بداية حلم دافيد الذي لا ينتهي بامتلاك مصنع للسيارات...
دافيد نال براءة الاختراع من وزارتي الاقتصاد والصناعة، ويضع اللمسات الأخيرة على سيارته، قبل الموعد الكبير في 2 أيلول المقبل. وبذلك يكون دافيد، قد وصل إلى الهدف، وحقق «الإنجاز اللبناني»، كما سمّاه في لقاء سابق مع «الأخبار».
«السيارة نجحت»، يجزم دافيد، «ولا ينقصها سوى البويا (سيكون لون السيارة أسود وسيلفر) وتركيب الزجاج، قبل تسجيلها في النافعة ونقلها إلى صالة العرض». تسأل عن الصالة فيأتي الجواب: «إما وزارة الصناعة أو قاعة المعارض في البيال».
يبدي دافيد حماسة للحديث عن مشروعه. يخرج الكومبيوتر المحمول من حقيبته ليرينا صوراً يستقل فيها السيارة على أحد الأوتوسترادات. يقول: «لقد قدتها بسرعة 130 كلم في الساعة، انظري كم هي جميلة، أشعر أنّ قلبي موجود بداخلها وروحي وشراييني تقودها».
يروي دافيد حادثة حصلت معه أخيراً في «الأتيلييه» حين دخل عليه أحد العمال ووجده يغمر السيارة، «إنّها بمثابة مولود صغير ربّيته وكبر معي».
وهنا يرفض دافيد القول إنّ السيارة صناعة تجميعية، ويقابل الانتقاد بابتسامة، لكونه واثقاً من قدراته، «فكل شيء صنع في لبنان بما في ذلك نظاما الإضاءة الأمامي والخلفي، باستثناء المحرّك (moteur) بقوة 200 حصان، ومحرّك السرعة (vitesse)». وحسم دافيد خيار تشغيل السيارة بواسطة البنزين، بعدما كان مقرراً أن تسير بواسطة الكهرباء.
يشرح دافيد ميزات المشروع الذي يعد من السيارات الرياضية ــــ الفئة الأولى، لجهة الإضاءة، والتبريد في «الديركسيون»، ونظام التعليق المتحرر وإمكانية التحكم بالمكونات بشكل منفرد، ونقطة الارتكاز التي تعلو 10 سم عن الأرض، وغيرها.
السيارة هي عبارة عن مشروع تخرّج يخوّل دافيد نيل الدبلوم، وبالتالي ستخضع بعد العرض لتقويم اللجنة الأكاديمية في «AUST». يذكر أنّ دافيد طلب أن يكون فريق العمل (الحداد، الدهان، معلم الـ«Fibre»...) أعضاءً في لجنة التحكيم.
ينفي دافيد «أن يكون مشروعه قد واجه صعوبات تقنية، والتأخير في التمويل هو ما جعلنا نطلق السيارة في أيلول بعدما كان منتظراً أن نعرضها في تموز». وفي هذا الإطار، يوضح «أنّ التكاليف فاقت التوقعات بـ10 آلاف دولار، إذ كلّف المشروع 60 ألف دولار».
ماذا بعد التخرّج؟ لم يحظَ دافيد في شركات السيارات حيث قدّم طلبات التوظيف بعمل يتجاوز قسم المبيعات في هذه الشركات. لكنّ دافيد لا يريد أن يدفن موهبته، لذا يتابع أبحاثه في عالم السيارات التي ترافقت مع العمل الميداني المتمثل بإنجاز تصاميم سيارته الثانية «FR1»، ويعتزم تنفيذها وإهداءها إلى والده الذي وقف إلى جانبه في كل المراحل.
من جهة أخرى، يستعد دافيد للالتحاق بإحدى الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية لمتابعة دراساته العليا في مجال «الهندسة الصناعية»، ومن ثم العودة إلى لبنان لافتتاح مصنع للسيارات. وإذا كان دافيد لا ينفي أنّ الحلم كبير، فهو يعتبر أنّه غير مستحيل، لأنّ الطاقة الفكرية موجودة، وما ينقصنا هو استمرار الاحتضان الذي بدأته «AUST» و«Finix Machinery».