كمال شعيتو
تكاثرت في الآونة الاخيرة عمليات سرقة السيارات، ولا سيما في وضح النهار. وفي هذا الأمر جرأة من السارق تخرق حواجز الخوف لديه. لكن، ماذا إن صادف مالك السيارة سارقها بداخلها يحاول الانطلاق بها؟
لدى مغادرة المدعي جوزيف ع. مقر عمله في قائمقامية المتن متجهاً نحو سيارته، فوجئ بأضوائها الخلفية مضاءة. ولما اقترب منها سمع صوت محركها ورأى شخصاً يجلس وراء المقود. ولدى فتحه باب السيارة، أخذ الشخص يركله بقدميه، فأمسك المدعي بالمقود لمنعه من الانطلاق، إلا أنه لم يتمكن في ظل استمرار السارق بركله لإبعاده عن السيارة، فضلاً عن انحراف السيارة يميناً وشمالاً، ما أدى إلى اصطدامها بعدد من السيارات المتوقفة على جانب الطريق وإلى وقوع جوزيف أرضاً وإصابته بجروح ورضوض في يده وذراعه اليسرى وخاصرته اليسرى وظهره وقدمه اليمنى. بعدها قام شبان من محلة سد البوشرية بتوقيف السارق. وفي تلك الأثناء، حضرت دورية من قوى الأمن الداخلي وتسلمت المتهم الذي أصيب من جراء فعلته بجروح طفيفة ورضوض، نقل إثرها إلى المستشفى للمعالجة، حيث تبين أن اسمه إسحق ع. وحسب ما أفاد المدعي، فإن المتهم «كان في حالة هستيرية وغضب شديد، كأنه مدمن غير واع لتصرفاته». بدوره كان لإسحق روايتان متناقضتان، فأفاد بأنه على أثر حرب تموز، نزح وأهله من بلدته الجنوبية إلى سوريا ليعود إلى لبنان قبل نهاية الحرب بثلاثة أيام عن طريق المصنع. وبوصوله إلى الدورة، أخذ يمشي في شوارعها فتفاجأ بشبان يركضون نحوه ويصرخون «وقاف وقاف» ثم انهالوا عليه بالضرب وسحبوه من قدميه على الطريق ثم أخذوه إلى أحد المستشفيات. وخلال التحقيقات، نفى إسحاق محاولته سرقة السيارة مدعياً أنه لا يعرف شيئاً عما حصل، وأنه لم يعد وعيه إليه إلا في المستشفى. كما أدلى بأنه لا يجيد القيادة.
أما الرواية الثانية، فهي أنه عند عودته من سوريا بسيارة أجرة، ترجل منها في محلة الجدَيدة حيث رأى سيارة من نوعBMW مركونة على جانب الطريق، فتقدم منها وفتح بابها بمفتاح كان في حوزته. وعندما حاول الانطلاق بها، فوجئ بشخص فتح الباب وأمسك بالمقود الذي أخذ يشد عليه حتى اصطدمت السيارة بالرصيف وسقط ذاك الشخص أرضاً. عندها ترك إسحق السيارة حسب إفادته، وسار مسافة عشرين متراً، حيث أقدم بعض الشبان على الإمساك به وسلموه إلى دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي.
إلى جانب روايتي إسحق المتضاربتين، أقرّ الأخير أمام مكتب مكافحة السرقات الدولية بأنه سبق أن أوقف عام 2004 تسعة أشهر بتهمة سرقة سيارة، وأنه استحصل على المفتاح الذي استعمله بفتح سيارة جوزيف، منذ خمس سنوات عندما كان يعمل في تصليح الدراجات النارية.
وتبعاً لحقائق الأمور، أصدرت محكمة جنايات جبل لبنان برئاسة القاضي المنتدب جان بصيبص حكماً بحق إسحق ع. قضى بحبسه سنة بعد خفضها نظراً إلى أنه لحظة ارتكابه السرقة «كان بحالة هستيرية وغضب شديد كأنه مدمن غير واع لتصرفاته» كما أشار المدعي خلال الإدلاء بإفادته.