رنا حايك

تبدأ قناة المنار اليوم ببثّ الأغنية المصورة «راية لبنان» التي أعدّتها بالتنسيق مع هيئة دعم المقاومة الإسلامية لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعدوان تموز

تستنهض الأغنية المصورة «راية لبنان» جمهور المقاومة للاحتفال بذكرى خاصة شكّلت أهم الانتصارات العربية.
ويهدف العمل الذي يأتي في سياق الحرب الإعلامية النفسية ضد العدو الإسرائيلي إلى تكريم الشهداء من المدنيين والمقاومين وعناصر الجيش اللبناني الذين دافعوا عن بلدهم وصمدوا أمام عدوان الـ33 يوماً، كما يشرح المخرج ناصر بحمد، فالحرب الإعلامية «تستمر مع استمرار حالة العداء، حتى حين تسكت البندقية».
يختصر الكليب، ومدته حوالى خمس دقائق، أهم محطات الحرب عبر استخدام الكثير من الرموز: فصدى خطاب قائد المقاومة السيد حسن نصر الله الذي يعلن فيه قصف البارجة الإسرائيلية في عرض البحر يتردّد في الأصداف التي يحملها أطفال يلهون على الشاطئ. والصيادون الذين تضرّر مرفأهم في الأوزاعي يحظون بتكريم خاص، إذ تصوّر إحدى اللقطات مجموعة مراكب ذات أشرعة ملونة ترمز إلى جميع ألوان الطيف السياسية للجهات التي دعمت المقاومة خلال تصديها للعدوان. تحرس المراكب مروحيات للجيش اللبناني الذي يوجه له الكليب تحية خاصة. فراية لبنان التي يحملها طفل يركض من بين الركام تسلّم لعنصر من الجيش في نقطة اللبونة حيث نصب قائد الجيش العماد ميشال سليمان علم لبنان تخليداً للانتصار.
أما الفلاح العجوز الذي سبق وظهر في كليب «عيتا» حين انتشل العلم اللبناني من بين الحطام، فيكمل مسيرته في الكليب الحالي ليصل إلى مقرّ الرئاسة، ويسلّم العلم إلى الرئيس لحود.
الفريق الذي أعد راية لبنان هو ذاته الذي سبق أن أعدّ كليب «نصرك هز الدني» وكليب «عيتا»، وكلها، كما يقول المخرج «موجّهة لترسيخ الانتصار في الذاكرة الجماعية».
أما «بومبونة» الكليب كما يسمّيها بحمد، فهي «رسالة موجهة إلى المشاهد الإسرائيلي مباشرة» وتحمل تهكماً صارخاً على وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيريتس الذي نشرت وسائل الإعلام صورته وهو ينظر في منظار مقفل ذات يوم من أيام العدوان، إذ يختتم كليب راية لبنان بصورة طفل لبناني ينزع عن المنظار غطاءه وهو يبتسم قبل أن ينظر من خلاله.
بدأت فكرة العمل بعد تحقيق الانتصار مباشرة، كما يشرح مدير الأنشطة والإعلام في هيئة دعم المقاومة الإسلامية ومعدّ الكليب أحمد زين الدين، لكن تنفيذها استغرق بعض الوقت لإتاحة التنسيق بين الجهة المنتجة ومديرية التوجيه في وزارة الدفاع وقوات اليونيفيل من خلال الجيش اللبناني، لضمان سلامة فريق العمل، إذ إن التصوير نفّذ في أودية جنوبي نهر الليطاني وفي مناطق حدودية جنوباً وبقاعاً.
ينوّه زين الدين بجهود فريق العمل «الذي كان متحمساً ويعمل كخلية نحل من فرط إيمانه بالرسالة الوطنية من وراء هذا العمل وبهدف اختصار الوقت لتخفيف تكلفة إيجار المعدات. وقد استغرق التصوير 22 يوماً قضى الفريق المكون من 62 شخصاً معظمها في الأودية، ساعدته على التحمل مصاحبة فريق لوجستي خاص به طوال أيام التصوير. فريق اهتم بتأمين سلامة وراحة المشاركين جميعاً، وهو الفريق ذاته الذي وزّع حبوب الدوار للمشاركين في مشهد المراكب في البحر بمساعدة الدفاع المدني ـــــ الهيئة الصحية الإسلامية». الكل حاضر في «راية لبنان»: فلاحون وصيادون ومقاومون وعناصر من الجيش اللبناني يؤدون تدريباتهم، ومدنيون كانوا عنصراً أساسياً في تحقيق الانتصار.
على وقع الطبول وآلة القربة التي يستخدمها الإنكليز لتخليد لحظات الانتصار، ورميات صواريخ خيبر ورعد الحية، تنشد فرقة وعد كلمات النشيد الذي نظمه ولحّنه الشيخ حسن بحمد تتخلّله في الخلفية مقاطع من خطابات السيد نصر الله ولقطة سريعة له على المنبر.
عمل ضخم هدفه تكريم كل من عانى خلال العدوان، من مدني وعسكري، وكل من قاوم وصمد، إيماناً منه بعدالة قضيته وحرصاً منه على أولوية الحفاظ على الشرف والكرامة لبناء الوطن.