مخيم نهر البارد ـ نزيه الصديق البدّاوي ـ عبد الكافي الصمد

زكي من البدّاوي: لا نتحمّل مسؤولية الأحداث والقادم سيكون أخطر!

ساد هدوء نسبي وحذر على مختلف جبهات القتال في مخيم نهر البارد، عكّرته اشتباكات خفيفة ومتقطعة على المحورين الشرقي والجنوبي، وعند المحور الشمالي من المربع الامني الذي يتحصن فيه المسلحون داخل أحياء المخيم القديم.
وأفادت معلومات بأن الجيش صدّ عدة محاولات تسلل للمسلحين، وتحديداً عند محور ناجي العلي الطبّي ـــــ التعاونية شمال حي سعسع، وأن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة دارت بين الجيش والمسلحين على هذا المحور، فيما تعرضت الأطراف البحرية والجنوبية من المربع الامني لقصف بالمدفعية من مرابض الجيش اللبناني.
وفي ظل هذه الأجواء، أكمل الجيش عملية تمشيط المناطق والاحياء التي سيطر عليها أخيراً، وخصوصاً في منطقة السوق، حيث افيد عن ضبط الجيش مستودعات أسلحة وذخائر، وملاجئ محصّنة بالدشم والاسمنت المسلح.
وبعد عصر امس، تعرضت مواقع المسلحين لقصف مدفعي عنيف سمعت اصداؤه في ارجاء واسعة من المنطقة، وسط عمليات تعزيز كبيرة يقوم بها الجيش في محيط المخيم، تمهيداً لهجوم جديد ينتظر أن يشنّه على المسلحين في الساعات المقبلة.
وفي الوقت الذي سقط فيه شهيدان للجيش يوم اول من امس السبت، أشارت معلومات الى أن مساعي أخيرة بذلت من اجل إقناع عائلات المسلحين من النساء والاطفال بالخروج من المخيم، إلا أن خلافات لم تتأكد وقعت بين المسلحين، حالت دون أن تبصر هذه الخطوة النور.
وفي مخيم البداوي، حذّر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي من مغبة أن «يفكر البعض في تحويل الفلسطيني إلى عنوان للفتنة أو الشر أو أن يكون ضحية، أو أن تكون المرحلة لتصفية الحسابات»، رافضاً في الوقت نفسه «تحميل الفلسطينيين مسؤولية أحداث مخيم نهر البارد»، لافتاً إلى «أننا ضيوف في هذا البلد، ووجودنا فيه يقوم على قاعدة عدم التدخل في شؤونه الداخلية»، ومنبهاً إلى أنّ «القادم سيكون أخطر، ما لم ننتبه ونحافظ على وحدتنا الداخلية».
كلام زكي جاء في مؤتمر صحافي عقده في مقر حركة «فتح» في مخيّم البدّاوي، في حضور أمين سر حركة «فتح» في لبنان سلطان أبو العينين، وممثل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» علي فيصل، وممثل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» مروان عبد العال، وممثل «اللجان الشعبية» في لبنان سعد الله القط، وممثل «حزب الشعب الفلسطيني» غسان العرب، وأمين سر حركة «فتح» في الجنوب خالد عارف، ومسؤول الإعلام المركزي في حركة «فتح» رفعت شناعة، ومسؤولي فصائل منظمة التحرير في الشمال. زكي أشار إلى أن الزيارة هي لتفقد أوضاع النازحين من مخيم نهر البارد، بعدما «فرضت عصابة غريبة وبكل عنف واقعاً مأساوياً عليه، يزيد إيلاماً أكثر من ألم نكبة 1948، لأن الإسرائيلي متوقع منه أن يعمل كل شيء، لكن أن يؤخذ الحذر ممن يتلطى براية الإسلام او براية «فتح»، فهذه إحدى البدع التي نرى نتائجها الآن».
وأوضح أنه «استمعنا الى تقرير من قيادة فصائل المنظمة المحلية هنا، وقرروا عدة قرارات ورفعوا عدة توصيات ستأخذ الأولوية من اهتماماتنا، سواء السكن، او الموقوفين لدى الإخوة اللبنانيين، او ما يتعلق بالعودة الى مخيم نهر البارد وإعماره، او الإغاثة سواء كانت غذائية او صحية، وما اذا كانت كافية ام لا، ودور الاونروا في ذلك، اضافة الى أن هناك توصية بأن تأخذ القيادة الفلسطينية المركزية قراراً باعتبار مخيمات الشمال منطقة منكوبة، لنطالب العالم بأن يخفف هذا الظلم وهذه المعاناة، سواء نتيجة التشرد، او نتيجة عمليات التحريض التي قد تصل الى ما لا نريده داخل البيت الفلسطيني، او مع الأشقاء في لبنان».
وحذّر من أن «من يفكر بأنها مرحلة تصفية حسابات والفلسطيني سيكون فيها الضحية، نقول له لا، ومن يفكر بأن الفلسطيني يمكن أن يكون عنوان فتنة او ضحية فعليه أن يعيد حساباته، لأننا قلنا إن وجودنا في لبنان هو على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ونطالب بعدم التدخل في شؤوننا الداخلية، وقلنا في الوقت نفسه إننا نقف على مسافة واحدة من الجميع».