البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
حماس تؤكّد أنّ «عدم وجود آلية تحرّك وبرنامج موحّد» أفشل الوفد المشترك

بدا الانقسام بين الفرقاء الفلسطينيين على الساحة اللبنانية واضحاً يوم أمس، وتجلّى في قيام ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، ووفد حركة حماس، بزيارة منفصلة لكل منهما لمخيم البداوي، بعدما كانت سرت أنباء سابقة للزيارة، عن أن وفداً مشتركاً من الطرفين، الى جانب فصائل أخرى، سيزور المخيم للتباحث في آلية إيجاد حل لمشكلة حركة «فتح الإسلام» والنازحين معاً.
غير أن مجيء كل فريق على حدة، أكد الانطباع السائد بأن التوافق الفلسطيني على معالجة قضية «فتح الإسلام» لا يزال بعيداً، وإن حاول كل فريق أن يعطي تبريراً مختلفاً لذلك، الأمر الذي يعني أن معالجة هذه القضية في المستقبل القريب، أقلّه من الجانب الفلسطيني، ليست حدثاً مرتقباً.
فالمسؤول الإعلامي في حركة حماس رأفت مرّة، الذي زار مخيم البداوي مع عضو قيادة الحركة في لبنان أحمد عبد الهادي، ومسؤول العلاقات السياسية علي بركة، أشار لـ«الأخبار» إلى «وجود إشكالية تتعلق بالوفد الذي كان منتظراً تشكيله من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية، لأنه لم يُدرس هدف الزيارة، ولا وُضع برنامج وجدول عملي لها، ولا آلية تحرك للوفد، ولم يُتفق على طريقة التعاطي والخطاب السياسي الموجه لكل الأطراف، عدا استهداف بعض الفصائل لحركة حماس، ما دفع بنا وبقوى التحالف كي لا ننضم للوفد في هذه الزيارة، مع أن زيارتنا للبداوي كانت مقررة قبل زيارة وفد المنظمة بيومين».
أما زكي الذي تجنّب الإجابة والتعليق على هذه الازدواجية والزيارتين المنفصلتين، فأشار الى أنه «سعيد بوجودهم وعملهم في البداوي، إذ ليس المطلوب أن يقفوا ورائي، فنحن نؤمن بالقيادة المشتركة والجماعية»، مشيراً الى أن «وجودي في البداوي هو بصفتي ممثلاً لمنظمة التحرير لا للفصائل».
وكان زكي قد رأى في مؤتمر صحافي أعقب لقاءه فصائل منظمة التحرير في مركز حركة «فتح» في البداوي، أن حركة «فتح الإسلام» هي «ظاهرة اختبأت في مخيم نهر البارد وراء المدنيين»، مؤكداً أنه «مع أي حل يتم التوصل إليه لإخراجهم منه، ولكنني أقول لو أنه يوجد واحد في المليون أملاً في أن يستقبلهم أحد، فأنا أول من سيوافق، لكن هذه بضاعة غير قابلة للتصدير، وأتحدى وجود دولة في العالم تقبل بهم».
وقال: «إن أحنّ وأدفأ بلد لهؤلاء هو لبنان، وليس أمامهم إلا تسليم أنفسهم، وأنا جاهز لأجلب لهم محامين من كل العالم، وأعمل من الموضوع قضية كبرى، ومعالجتها وفق القانون لا وفق العنف والبطش، فإن استجابوا فأبناؤهم وعائلاتهم أمانة في أعناقنا، ولكن يجب أولاً مثولهم أمام القضاء».
وأكد زكي أن «حلّ المشكلة صعب ومعقد، وأن القرار فيها هو للدولة اللبنانية وليس لنا، فلسنا دولة داخل الدولة، وأن المطلوب هو تحريم الاصطدام بالجيش اللبناني، فنحن لن نخوض هذه المعركة تحت أي ظرف، ونحن لن نكون بندقية للإيجار».
وأشار زكي الى أن «نكبة جديدة حلّت بنا من دون أن يكون لنا دور في هذه الفاجعة، والمؤلم أن هذه المصيبة ناتجة ممن يحمل اسم فتح وفلسطين والإسلام معاً»، لافتاً الى أن منظمة التحرير وكل الفصائل الفلسطينية «تبرّأت من هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا، ونحن قلنا منذ اليوم الأول إن ما حصل هو اعتداء علينا وعلى لبنان، فلماذا ندفع الثمن؟».
وأكد زكي أن «الجيش اللبناني يمثل رمز وحدة لبنان، لأن كل من فيه انقسم على نفسه، وبقي الجيش وحده رصيداً احتياطياً له، وإن ضرب الجيش هو ضرب لكل لبنان»، معرباً عن ارتياحه لـ«الحرص الذي أبداه الجيش في عدم قصف التجمعات السكنية داخل مخيم نهر البارد، وإن الجيش أبدى كل تجاوب في هذا الإطار، ووافق على إرساء هدنة لا وقف لإطلاق النار، مع تهديده بالرد على مصادر النيران من داخل المخيم».
وقال زكي إن السؤال المركزي بالنسبة إلى النازحين هو «متى يحدد يوم العودة الى البارد، وهي عودة مربوطة بالتعويض، وقد أخذت عهداً من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أمام السفراء العرب بأن تكون العودة الى المخيم مهمته الأولى، وكذلك إعماره».
أضاف «أن صمودنا سيحقق تعاوناً مع اللبنانيين ونرفض التوطين والتهجير فنحن ضيوف موقتون في هذا البلد ونرفض التدخل في شؤونه، ولا سيما بعدما أصبحت أعين الكل علينا، وخاصة في ما يتعلق بالصراع الدائر بين فريقي 8 و14 آذار».
ورداً على سؤال عن ماهية الحل إذا تعذر التوصل الى حل سياسي قال: «إسأل قائد الجيش فهو المعني ولست أنا». وعمّا إذا كانت حركة فتح ستأخذ الأمر على عاتقها وتحسمه عسكرياً قال: «هذا الأمر يعود للجيش اللبناني، وإذا طلب منا شيئاً فنحن جاهزون».